الثلاثاء، 15 مايو 2018

 المطران حنا في نداء عاجل لكنائس العالم: دافعوا عن القدس




 المطران حنا في نداء عاجل لكنائس العالم: دافعوا عن القدس المستباحة فهذا دفاع عن جذور إيمانكم وعقيدتكم وتراثكم الروحي

May 15, 2018



الناصرة – «القدس العربي»:  وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أمس، نداء عاجلا  لكافة الكنائس والمرجعيات المسيحية في العالم، دعا فيه الى اتخاذ موقف واضح وصريح من الإجراءات الأخيرة الخطيرة المتخذة بحق مدينة القدس وهويتها وطابعها وتاريخها وتراثها . وقال في ندائه العاجل إنه يدعو كافة الكنائس المسيحية للإعلان عن رفضها وتنديدها بالقرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة الى القدس المحتلة لأن هذا الموقف إنما يعتبر موقفا عدائيا يستهدف القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي لم ولن يتخلى في يوم من الأيام عن مدينة القدس باعتبارها عاصمة روحية ووطنية له. وأكد أنه من واجب كافة الكنائس المسيحية العالمية الدفاع عن القدس. وتابع «ان مسؤولية الدفاع عن القدس إنما تقع على عاتقنا جميعا ولا يجوز ان تترك المدينة لوحدها تقارع جلاديها وصالبيها وظالميها»،  مشددا على أن القدس في المسيحية هي المركز الروحي المسيحي الأقدم والأعرق والأول في العالم والقدس في المسيحية أيضا هي القبلة الأولى والوحيدة ولا يوجد ما هو أهم منها في تاريخ وتراث المسيحيين كونها البقعة المقدسة التي انطلقت منها رسالة الإيمان الى مشارق الأرض ومغاربها.
وأضاف المطران «فلسطين هي مهد المسيحية والقدس هي حاضنة أهم المواقع الدينية المسيحية لا سيما كنيسة القيامة والقبر المقدس، ولذلك فإنني أقول لكافة الكنائس المسيحية في عالمنا بأنكم عندما تدافعون عن القدس إنما تدافعون عن جذور إيمانكم وتدافعون عن دينكم وتاريخكم وتراثكم، إنكم تدافعون عن المسيحية في مهدها وقيامتها وأهم مقدساتها». وخلص للقول «وإننا إذ نناشد الكنائس المسيحية في العالم أن تكون الى جانب شعبنا الفلسطيني في آلامه وأحزانه ومعاناته وتطلعه نحو الحرية فإننا نناشد أيضا كافة أحرار العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او الثقافية بضرورة الدفاع عن فلسطين الأرض المقدسة وشعبها المظلوم والدفاع بنوع خاص عن مدينة القدس التي من المفترض ان تكون مدينة السلام والمدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث، ولكنها تحولت بفعل سياسات الاحتلال وظلمه وقهره الى مدينة عنف وتطرف وكراهية وعنصرية» .
وأضاف «أعيدوا للقدس جمالها وبهاءها وسلامها وارفعوا الصوت عاليا منددين بالظلم الحاصل في أرضنا المقدسة ونحن اليوم إذ نستذكر النكبة الفلسطينية نؤكد تمسكنا بفلسطين أرضا وقضية وشعبا وهوية وتراثا وانتماء».
وفي وقت لاحق خاطب حنا وفدا كبيرا من الحجاج والزوار المسيحيين في باحة كنيسة القيامة، وقال على مسامعهم «تزورون مدينة القدس في يوم حزين إذ يستذكر شعبنا الفلسطيني نكبته التي تعرض لها عام 48 وأدت الى تشريد هذا الشعب واقتلاعه من وطنه في إطار سياسة التطهير العرقي التي مورست بحق شعبنا في فلسطين الأرض المقدسة والنكبة الفلسطينية بالنسبة إلينا ليست يوما للذكرى فحسب، وإنما هي واقع نعيشه في كل يوم وفي كل ساعة. لافتا إلى ان المسيحيين الفلسطينيين أبناء هذه الأرض المقدسة انما عانوا من هذه النكبة وما زالوا يعانون كما هو حال كل الشعب الفلسطيني. موضحا ان القمع والظلم والاستبداد والاحتلال استهدفنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ولم يستثن أحدا على الاطلاق، معتبرا أن النكبة الكبرى فهي ما يحدث اليوم في القدس، هذه المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الإبراهيمية الثلاث التي تسعى السلطات الاحتلالية لجعلها مدينة للكراهية والتطرف والعنف والإقصاء والعنصرية.
وأضاف المطران على مسامع الحجاج المسيحيين «القدس مدينة السلام ولكن سلامها مغيب بفعل ما يرتكب بحق مقدساتنا وأوقافنا وأبناء شعبنا في المدينة المقدسة . اليوم ستفتح السفارة الامريكية في القدس وهي خطوة عدائية مرفوضة من قبل شعبنا الفلسطيني جملة وتفصيلا ، ان الإدارة الأمريكية تصب الزيت على النار المشتعلة أصلا ، وقد عبرت في الماضي وما زالت تعبر حتى اليوم عن عدائها وكراهيتها لشعبنا الفلسطيني الذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام في هذه الأرض المقدسة». وشدد على أن الفلسطينيين دعاة محبة وأخوة ورحمة وعدل وسلام «ولكن لا يمكن لنا ولهم الاستسلام أمام الظلم والقمع والاستبداد والعنصرية الممارسة بحق شعبنا وبحق مدينة القدس بشكل خاص».  وتابع «ما أتمناه منكم ومن كافة الحجاج والزوار الذين يزورون بلادنا المقدسة هو ان تذكروا دوما شعبنا في صلواتكم وفي أدعيتكم، فقد ظلمنا سياسيو هذا العالم ولم يبق لنا سوى الله تعالى الذي هو نصير للمظلومين والمتألمين في الأرض. عندما ستعودون الى بلدانكم دافعوا عن فلسطين ودافعوا عن القدس، وان انحيازكم للقدس ولعدالة القضية الفلسطينية إنما هو انحياز للحق والعدل وللقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق