(الأنا) لاتصنع دولة ولا تؤسس لأمة .
(الأنا) لاتصنع دولة ولا تؤسس لأمة .
بسم إلله الرحمن الرحيم .
{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }
آل عمران110
مهندس / فتح الله سرقيوه
هكذا
خاطب الله تعالى سيد الخلق فى كتابه العزيز موجهاً الخطاب للأمة أى لكل
فرد فيها مهما كانت صفته أو مكانته سيد أو عبد ، أبيض أو أسود ، فقير أو
غنى ، ولم يخاطب عشيرة ولا قبيلة أوشيخ ولا سيد بل الجميع لأن الكل هم أساس
بناء الدولة والأمة ولا يمكن أن تُبنى دولة فى هذا الزمن بحاكم أو زعيم
فقط وحتى الطغاة والأباطرة لم يصمدوا طويلاً بدون مشاركة أبناء وطنهم
ومجتمعاتهم ومساندتهم لهم والوقوف معهم ، وحبهم لهم وكم من زعماء إنهاروا
وإنهارت إنظمتهم وأصبحوا فى عالم النسيان نتيجة أسلوب حكمهم بتفاخرهم على
أهلهم وإحتقارهم لشعوبهم بأنهم الكل فى الكل وكم من حاكم وزعيم إنتهت
حياته نهاية سيئة ومشينة بتعاليه على أبناء شعبه وإستخفافه بهم بإعتباره
الزعيم الأوحد والعظيم الذى لا مثيل له فلا حاكم ولا زعيم بدون شعب إلا
لفترة وجيزة حتى لو إستمرت لعقود ثم ترجع الأمور كما أرادها الله تعالى
والله يمهل ولا يهمل .
هناك
حكاية كان البعض يتداولها فى زمن مضى عن حب الذات والتعالى على الغير
لدرجة حاول صاحبها أن يُرسخ كلمة (الأنا) ، كان المعنى يقول متباهياً على
أقاربه وجيرانه وأبناء عمومته بأنه لا مثيل له فى هذه الدنيا وكأن الله لم
يخلق أحداً إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله ،، يقول صاحبنا محاولاً إلى
أن يصل إلى ما يريده بقوله (إن العالم به قارات متعددة وعندما تقرأ عن هذه
القارات وتاريخها ليس هناك سوى قارة أفريقيا ..وهذه القارة بها العديد من
الدول أفريقية وعربية فالأفريقية لا زالت فى غياهب الجهل والتخلف أما
العربية فدول شمال أفريقيا هى الدول التى لها تاريخ بحكم موقعها على البحر
الأبيض المتوسط فهى أكثر حضارة وعلم ... ودول شمال أفريقيا لا يوجد بها إلا
ليبيا التى تتمتع بساحل يقرب من ألفى كيلو متر ومرّت بها حضارات لآلاف
السنين ولا تُضاهيها دولة فى الشمال الأفريقى .. وعندما تحاول دراسة ليبيا
ومدنها وتاريخها لا تجد سوى مدينة (......) هى الأكثر علماً وتاريخاً
وجمالاً .... وعندما تتجول فى مدينة (.......) تجد أنه لا يوجد بها سوى
شارعنا ومنطقتنا التى بها عائلات راقية وأصيلة ..... وإذا أخذت أسماء
العائلات واحدة واحدة فى شارعنا لن تجد أفضل من عائلتنا ... وللأسف إذا
حاولت أن تأخذ عائلتنا واحداً واحداً فلن تجد أفضل منى شجاعة وقيماً
وعلماً....!!!!! أليس هذا هو الأنا بعينه .؟؟
ما
أود أن أصل إليه هو أن (الأنا) لا يمكن أن تصنع ولا تؤسس لعائلة فما بالك
بالدولة والأمة ، نحن اليوم فى أمس الحاجة لرفع شعار (نحن) جميعاً فوطننا
يحتاج إلى التكاتف والتسامح والمصالحة ولم الشمل وتنظيف القلوب من الأحقاد
والكراهية إذا أردنا حماية وطننا من أنفسنا أولاً ومن بعضنا البعض ثانياً
وللأسف هذه الكلمات والعبارات لا يخلو منها خطاب أو مداخلة مسؤول فى أى
قناة فضائية أو وسيلة إعلام كانت أو محاضرات أو ندوات يحضرها الساسة الجدد
ولكن لا يعمل بها أحد منهم فمصلحته ومصلحة عائلته وقبيلته ومنطقته فوق
مصلحة الوطن ، فمتى نشعر بالخطر القادم الذى يزحف نحونا ومن فوقنا ومن
تحتنا لنهب خيراتنا بكل الوسائل ؟؟ ليبيا لا تستحق منا هذا الجحود والنكران
واللامبالاة وهذه الصراعات على الكراسى التى قد تودى بنا جميعاً دون أن
ندرى .
لماذا لا نسير على نهج سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام ؟؟ فهو
الإنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحاً مُطلقاً على المستوى الدينى
والدنيوى .. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح
قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً بأصحابه والمسلمين جميعاً ، وبعد ما يقرب من أربعة عشر قرناً . فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً (متجدداً.).. فيا ليتكم أيها الساسة قرأتم سيرة محمد سيد الخلق لتتعلموا كيف تكون السياسة والإقتصاد .
نحن نتحسّر على ما آل إليه وطننا ليبيا من دمار وإهمال وحقد وكراهية وتفكك وإراقة دماء وظلم بعضنا البعض ….. أقول .... لقد عم الفرح والبهجة فى 2011م
وتحقق الأمل وأشرقت الشمس على بلادى ليبيا الحبيبه وإنتصر الحق ، كل
ذلك بفضل إستجابة الله تعالى لدعوات الطيبين الصادقين وللأسف هيمّن البعض ممن فى قلوبهم مرض وإنحرفوا بكل شئ بعد أن خدعوا الشعب فى وضح النهار وسيطروا على السلطة ونهبوا ثروات الشعب الليبى
وزُهقت الأرواح وسالت الدماء من أجل الوصول إلى الكراسى وإنتهوا إلى محاولة
تفكيك النسيج الإجتماعى فى كل مدينة وقرية ومنطقة كانت متماسكة بحبل إلله
تعالى حتى ينشروا الفتنة ويقسّموا الوطن دويلات ليسهل عليهم نشر أفكارهم ويحققوا مآربهم ، نحن عامة الشعب ليس فى أيدينا سوى التوجه إلى الله تعالى ندعوه ليل نهار فى صلواتنا أن يخلصنا مما نحن فيه من هيمنة بعض الساسة الذين إبتلانا بهم ألله فى غفلة منا ، وأن
يعم الأمن الأمان فى وطننا الغالى وأن يمُنّ علينا بالخير والمحبة
والمصالحة الوطنيه ونسيان الماضى البغيض من أجل بناء دولة جديدة يسودها
الود والتواصل والمحبة بساسة يتقون الله فى الوطن والمواطن ، وأن يجنّب
الله شبابنا الأفكار الدخيله التى تُسيئ إلى مشاعرنا وإحترام الصالحين فى
ظل الشريعة الإسلامية الوسطيه إنه سميع مجيب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق