الأربعاء، 22 يناير 2014

الصراعات الدموية لم توقف الصراعات السياسية


الصراعات الدموية

لم توقف الصراعات

السياسية



ليبيا: 'الإسلاميون'

يسحبون وزراءهم من الحكومة


January 21, 2014

21z492[1]
بنغازي- ‘القدس العربي

من جابر نور سلطان: على الرغم من المعارك التي تحصد أرواح الليبيين في الجنوب الليبي والمخاطر الكبيرة التي تتهدد مصير البلد برمته، وربما تضع ثورته على محك خطير، والاغتيالات وحالات الاختطاف والانفلات تستعر ‘الحرب ‘ ناعمة بين رئيس الحكومة الليبية علي زيدان وكتلة التيار الإسلامي ومناصريها داخل ردهات المؤتمر الوطني العام وخارجها.

وبلغت هذه الحرب ذروتها حين اتهم زيدان قبل يومين في مقابلة تلفزيونية حزب ‘العدالة والبناء’ المنبثق عن الإخوان المسلمين بأنه من يقوم بمحاربته ويعيق عمل الحكومة .

وذهب زيدان أبعد من ذلك في اتهامه لخصومه الإسلاميين بأنهم قاموا بتهديد أعضاء في المؤتمر الوطني بالقتل إن لم يسحبوا الثقة من حكومته، خلال عمليات التصويت التي فشلت حتى الآن، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني حسب الإعلان الدستوري المؤقت الذي نص على أن سحب الثقة لا يتم إلا بعد موافقة ثلثي الأعضاء أي 120 عضوا.


وفي المقابل لم تتوقف الانتقادات من قبل كتلة العدالة والبناء وأنصارها لحكومة زيدان، متهمين إياها بالفشل في إدارة شؤون البلاد وتفاقم الأوضاع الأمنية وانتهاك السيادة الوطنية والاستقواء بالخارج، واتخاذ قرارات سياسية تضر بالوطن وعقد اتفاقات بشكل انفرادي ودون التشاور مع أين من أطراف العملية السياسية في ليبيا، وأيضاً زيارة رئيس الحكومة الليبية لمصر ولقاؤه للفريق عبد الفتاح السيسي بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، حيث اعتبرها العدالة والبناء في بيان له ‘لا تنسجم مع مبادئ ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، التي قدّم خلالها الشعب الليبي عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل الحرية واحترام حقوق الإنسان ومن أجل نجاح المسار الديمقراطي’.

والمعروف أن 35 عضواً من أعضاء المؤتمر الوطني العام المحسوبين على التيار الإسلامي قاموا أيضا تعقيباً على هذه الزيارة ‘بالتوقيع′ على بيان استنكروا فيه ما اعتبروه ‘الانقلاب’ الحاصل في مصر. كما حمّل حزب العدالة والبناء حكومة زيدان المسؤولية كاملة عن اختطاف المواطن الليبي نزيه عبد الحميد الرقيعي ‘أبو أنس الليبي’ من أمام منزله بمدينة طرابلس من قبل الاستخبارات الأمريكية في أكتوبر الماضي .

وفي تصعيد للصراع السياسي نفسه بين زيدان وخصومه قام أمس الثلاثاء حزب ‘العدالة والبناء’ بسحب وزرائه الخمسة من الحكومة وهم وزراء ‘النفط والكهرباء والإسكان والاقتصاد والرياضة’ بعد محاولات عديدة باءت بالفشل في حشد الأصوات المطلوبة لإزاحة زيدان عن المشهد السياسي. وجاء في البيان المنشور على صفحة حزب ‘العدالة والبناء’ أن ‘الحزب يعلن سحب وزرائه من حكومة علي زيدان ويحمل الطرف الداعم للحكومة في المؤتمر المسؤولية كاملة’. واتهم البيان حكومة زيدان ‘بأنها غير قادرة على الخروج بالبلاد إلى بر الأمان ‘.

والجدير بالذكر أن الحرب السياسية قد استعرت بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، بعد أن أفلح تيار الإخوان المسلمين وأنصاره في استصدار قانون العزل السياسي الذي يرى كثير من المحللين السياسيين أن الإخوان المسلمين قد ‘فصّلوا’ هذا القرار على مقاسات خصوم بعينهم حتى يتم إقصاؤهم تماما، ومن هؤلاء الدكتور محمود جبريل رئيس كتلة التحالف الوطني الديمقراطي وصاحب العدد الأكبر من المقاعد داخل المؤتمر الوطني 39 مقعدا مقابل 13 للعدالة والبناء .

وفي آخر محاولة سجلت للإطاحة بحكومة زيدان قام أعضاء من المؤتمر الوطني وعددهم 94 نائبا، بإصدار بيان أعلنوا فيه سحب ثقتهم من حكومة زيدان مقرين بالفشل في الحصول على الرقم الصعب لإسقاط زيدان 120 صوتا .

وتبقى الهوة كبيرة بين الشارع ‘الشعبي’ الليبي الذي تتقاذفه أمواج عاتية وشارع سياسي منشغل بتصفيات حزبية قد تأتي على الجميع بما فيها ‘الربيع′.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق