المرحوم الاديب الشاعر احمد فؤاد شنيب
المرحوم الاديب الشاعر
احمد فؤاد شنيب
يعتبرالأستاذ احمد فؤاد من
الرواد الأوائل في حركة التعليم في ليبيا .. اذ تقلد عديد المناصب في مجال
التعليم و هو أيضاً أديب وشاعر عرفته الحركة الأدبية منذ سنوات طويلة.
ولد الراحل بالقطر السوري عام
1923م على ضفاف نهر العاصي بمدينة حماة السورية إبان الثورة السورية ضد
الإحتلال الفرنسي حيث هاجر والده إلى سوريا رفقة عمه (عمر فائق شنيب) إبان
الحرب العالمية الاولى بعد المشاركة بمعارك الجهاد الاولى ضد الغزو
الايطالي لليبيا.وهناك توفي والداه عندما بلغ العاشرة فتولى عمه المجاهد
المرحوم عمر فائق شنيب رعايته.
تخرج من مدرسة التجهيز و دار
المعلمين بدمشق و عين في الشهر الاول من عام 1943مدرسا بإحدى مدارس دمشق و
في نفس العام عاد الى الوطن الى مدينته درنة حيث امتهن
التدريس بمدرسة النصر الى عام 1946م لينتقل بعدها الى مدرسة النورالى
عام1950م و كان يلقن التلاميذ نشيد “موطني” وشجع على الإهتمام بالعمل
الكشفي واشترك بجمعية عمر المختار وترأس رابطة الشباب فيها وساهم في نشاط
هذه الجمعية ثقافياً ومسرحياً .
وكانت تلقى قصائده أثناء هذه الأنشطة التي سارت تنشرها
صحيفتا برقة الجديدة والوطن ومجلتا عمر المختار والفجر الجديد
التي تصدر كلها في بنغازي.. ولما تكونت في درنه رابطة للمدرسين توصلت إلى
إنشاء فريق كرة قدم اشترك فيه الشيخ عبد السلام بن عمران وكان الأستاذ فؤاد
شنيب من المتفوقين في المسابقات الشعرية بشهادة الأستاذ محمد القديري
زميله بالمدرسة. وسارت هذه المجموعة المرتبطة بالرابطة تقوم برحلات للجبل
الأخضر وخصوصاً منطقة الهلال غرباً ومنطقة خليج البمبة شرقاً منهم أحمد
فؤاد سالم شنيب ومحمد بوغرارة ومنصور الجربي ومفتاح الماجري ومحمد الحمر
وصالح بن خيال ومحمد القديري وعبد الجواد بوسدرة وأحمد الغزواني وأحمد غنيم
وغيرهم كثيرون.
حيث انتقل بعدها الى بنغازي
لندبه من المعارف ليشغل امين سر مجلس نواب برقة من عام 1950م الى نهاية عام
1951م حيث إختير ضمن اربعة اشخلص لتسلم السلطات من الادارة العسكرية
الانجليزية و بموجب ذلك تم تكليفه امين السر العام للمعارف الى عام 1955م
الى جانب شغله امين السر لمجلس التعليم الاعلى و امين السر للجنة التحضيرية
لإنشاء (الجامعة الليبية) حيث منح في هذا العام من قبل (برنامج المساعدة
الفنية لهيئة الامم المتحدة ) منحة دراسية مدتها اربع سنوات لاستكمال
دراسته حيث اقام سنة في فرنسا ب(جامعة باريس) لدراسة (علم نفس الطفل)
لينتقل بعدها الى بلجيكا ليتم دراسته ب(جامعة بروكسل) لمدة ثلاث سنوات
ليتخصص في دراسة
(علم نفس المناهج) و (علم النفس التربوي) و( علم النفس السلوكي)
لينهي دراسته في عام 1958م و يعود الى ارض الوطن للعمل بساحة التعليم حيث
صدر قرار تعيينه عميدا لكلية الآداب بالجامعة الليبية لكن ذلك لم يتم لصدور
قرار آخر بتعيينه ملحقا ثقافيا للسفارة الليبية بوشنطن في الولايات
المتحدة الامريكية من عام 1959م الى عام 1961م حيث تمت ترقيته الى مستشار
ثقافي للسفارة الليبية بباريس في فرنسا الى جانب شغله مندوب ليبيا الدائم
في اليونسكو الى عام 1963م..حيث عين في الشهر الثالث من عام 1963م وزيرا
للمعارف ليستقيل منها في عام1964م ليمتهن الاعمال الحرة . .
منح عام
2005 العضوية الشرفية لرابطة الادباء والكتاب بمدينة درنة الى
جانب كوكبة من الأدباء والشعراء ومبدعي هذه المدينة العريقة، عرفاناً
بمجهوداتهم الكبيرة في حقول الأدب والشعر،
وجاء فى نص العضوية الشرفية الصادرة عن الرابطة و اللتي ألقاها امين العضوية بالرابطة الشاعر/عبدالناصرالباح:
” إن هذه الأمة التي تأخذ طريقها إلى مستقبل زاهر شامخةً برأسها إلى عين الشمس،
لا تنسى أبداً أبناءها من الذين حملوا مشاعل المعرفة والإبداع،
يضيئون بها دروبها، وأن أجيال هذه الأمة ستظل تذكركم بمقدار فخرها
واعتزازها بكم على مدى التاريخ وتداول الزمن، وعرفانا من الرابطة بكل ما قد
بذلتموه فى مجالات الإبداع المختلفة، نتشرف بمنحكم العضوية الشرفية لرابطة
الأدباء والكتاب بشعبية درنة، وفاءً لدوركم الفعال في كتابه اسم مدينتكم
هذه بكل وضوح على المشهد الثقافي الليبي، وفاء لإسهامكم الجاد في وضع اسم
بلادكم بجدارة، على جدار العطاء الإبداعي الإنساني الراسخ.”
انتقل إلى رحمة الله تعالى
الأستاذ و الشاعرالليبي (أحمد فؤاد شنيب) عن عمر يناهز الثالثة و الثمانين
وذلك بمدينة بنغازي (مدينته الثانية التى عاش فيها جل حياته ) يوم 1-8-2007
بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق