صعيد خطير في مستوى استهداف القيادات الأمنية ببنغازي
صعيد خطير
في مستوى استهداف القيادات
الأمنية ببنغازي
19/11/2013
العربية نت:
شهدت
بنغازي، صباح أمس الاثنين، استهدافاً لموكب رئيس غرفة العمليات الأمنية
المشتركة عبدالله السعيطي، ممّا أدى إلى وفاة أحد حراسه وإصابة اثنين
آخرين، ولم يكن السعيطي ضمن الموكب، بل كان الموكب متجها إلى منزله لأخذه
إلى مقر عمله.
وهذا
الاستهداف بسيارة مفخخة في وضح النهار، وسط بنغازي، يمثل تصعيداً خطيراً
في مستوى استهداف القيادات الأمنية والعسكرية في بنغازي. ويعتبر
السعيطي أعلى شخصية أمنية موجودة ببنغازي، وهو ما يؤكد أن الجناة بلغوا
مرحلة السرعة القصوى في إرباك الوضع الأمني بالمدينة، ورداً سريعاً على
تصريحات السعيطي الأخيرة، حين قال:
"إننا بدأنا نمسك بالخيط الذي سيقودنا إلى المجرمين الذين لا يريدون للبلد أن تهدأ، متوعداً إياهم بالملاحقة وأخذهم للعدالة". ويرى
الخبير في الأمن القومي عبدالله الدرسي، في تصريح صحافي بشأن الحادثة، أن
استهداف رئيس الغرفة الأمنية يعد أمراً طبيعياً لغياب جهاز استخبارات
حقيقي. وشدد الدرسي على أن الوضع الأمني ببنغازي متدهور رغم مختلف عمليات المجاهرة بالأمن، ونقاط التفتيش وغيرها من الخطوات الميدانية.
من
جهته، أوضح وزير الداخلية الليبي الأسبق عاشور شوايل أن انتشار الأمن في
الفترة الأخيرة ببنغازي هو أمر طيب، إلا أنه اعتبر التفجيرات التي أصبحت
تقع في أماكن عامة أمراً مرعباً. ويرى بعض الملاحظين أن الوضع الأمني
المنفلت ببنغازي يحتاج إلى عمل استخباراتي قوي، لتجميع المعلومات وتفكيكها
واستباق الفعل الإجرامي، وينتظر أن يبدأ فريق المباحث العامة عمله حتى يخلق
نقلة نوعية في أداء الأجهزة الأمنية بالمدينة.
كما
يرى آخرون أن التعويل على مشاركة المواطن في التبليغ عن أي تحركات مشبوهة
في منطقته التي يسكنها يمكن أن يحدث الفارق بشأن هذا التحدي الذي تواجهه
القوى الأمنية والعسكرية بالمدينة.
إلا
أن التربية الاجتماعية القائمة على مبادئ وقناعات، تقف حائلاً أمام تحمس
البعض للقيام بدور المبلغ عن أي تحرك مشبوه، مما جعل شخصيات دينية وأئمة
وخطباء يحفزون الناس على المبادرة بالتبليغ عن أي شيء مريب من أجل حماية
البلاد والعباد. ويذهب البعض إلى التأكيد على ضرورة توفير خطوط هاتفية
مجانية توضع على ذمة المواطنين للقيام بهذا العمل النبيل الذي يهدف إلى
حماية المدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم الخاصة والعامة.
واقترح وزير الداخلية الأسبق شوايل وضع خطة أمنية دقيقة ومحكمة تقوم على
تقسيم المدينة إلى مربعات أمنية لإيقاف السيارات المشتبه فيها وتفتيشها
وتفعيل جهاز التحريات العامة، فضلاً عن التكثيف من الدوريات المتحركة.
ويطالب
البعض الآخر بفرض حظر تجوال في الليل بالمدينة، إلا أن آخرين لا يرون في
مثل هذه الخطوة جدوى حقيقية، باعتبار أن التفجيرات والاغتيالات لا تفرق بين
الليل والنهار. ورغم جهود علماء الدين ودار الإفتاء وغيرها من المؤسسات
والهياكل المدنية والرسمية في التأكيد على أن هذا الفعل مرفوض شرعاً
وقانوناً، إلا أنه لا يكاد يمر يوم واحد في بنغازي دون وقوع تفجير أو
اغتيال، فضلاً عن الجرائم الجنائية من قتل وسرقة وعنف.
جهود
كبيرة يبذلها رجال الشرطة والجيش، لكن هؤلاء يواجهون تحديات كبرى أمام
تواصل عمليات التفجير والاستهداف والاغتيالات، وقلق المواطنين حيال هذا
الوضع الأمني المتدهور في تزايد. ففي مرات كثيرة عبر أمنيون وعسكريون عن
قلقهم جراء نقص المعدات والوسائل، إلا أن رئيس الحكومة علي زيدان أعلن في
زيارته قبل أيام إلى بنغازي عن وصول دفعات من السلاح والذخيرة دعما للجهات
الأمنية والعسكرية بالمدينة، لكن هذا الجهد يتطلب دعما إضافيا بحسب أمنيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق