الجمعة، 14 مارس 2014

الإيكونوميست: المشهد في ليبيا يتجه صوب مزيد من الاضطراب

الإيكونوميست:

المشهد في ليبيا يتجه صوب

مزيد من الاضطراب

14/3/2014

adaa3a8450148c6005da3ce1ea5b26ed[1]

 وكالات:


 رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية معطيات المشهد في ليبيا، محذرة من اتجاه البلاد صوب مزيد من الاضطراب. 

ونوهت- في تقرير على موقعها الإلكتروني- عن قيام جماعة تطلق على نفسها اسم "المكتب السياسي لإقليم برقة" شرق ليبيا بحصار موانئ نفطية أساسية بالبلاد التي تعتمد النفط مصدرا أساسيا للدخل، مشيرة الى أن هذه الجماعة تذرعت بادئ الأمر بالتصدي لعمليات نصب واحتيال تتعرض لها الصادرات النفطية للبلاد ، إلا أن طموحاتها اتسعت بعد ذلك لتتحدى الحكومة المركزية مؤخرا بشحن ناقلة تحمل علما كوريا قبل يومين بـ 234 ألف برميل نفط خام بقيمة 30 مليون دولار تقريبا.

ورصدت المجلة إقالة المؤتمر الوطني العام في ليبيا لرئيس الوزراء علي زيدان من منصبه إثر فشله في الحيلولة دون هروب الناقلة محملة بالنفط الليبي. كما رصدت "الإيكونوميست" تحركا من جانب ميليشيات محلية قوية موالية للسلطات الليبية تتجه صوب الشرق قادمة من مدينة "سرت" الساحلية التي تتوسط المسافة بين طرابلس وبنغازي. 

ونوهت المجلة البريطانية عن إمهال السلطات الليبية للانفصاليين المسلحين مدة أقصاها أسبوعين لرفع هؤلاء أيديهم عن الموانئ النفطية التي يحاصرونها، محذرة من اتجاه المشهد للاضطراب ، وقالت إنه لا وجه للمقارنة بين قوة هؤلاء الانفصاليين وقوات السلطات المسلحة على نحو أفضل ، كما أن هؤلاء الانفصاليين في برقة ليس لديهم الاستعداد لحرب أهلية شاملة أخرى ، لا سيما وأن خصومهم أثقل عتادا..

لكن ثمة خطرا في أن تبالغ السلطات في طرابلس في تأكيد سلطاتها إلى درجة تستثير التمرد في الشرق.

واعتبرت "الإيكونوميست" إقالة المؤتمر الوطني لزيدان بمثابة تأكيد من جانب المؤتمر على انفراده باليد الطولى في السلطة.. لكن هذا المؤتمر منقسم عبر خطوط فصائلية وليس لديه الكثير من الأدوات التي يفرض بها أوامره..

وأشارت المجلة في هذا الصدد إلى تمكن هرب زيدان رغم إدانته من قبل المؤتمر بالفشل في التعامل مع حادث الشاحنة. وقالت المجلة: "في الحقيقة ، بات كثيرون في ليبيا لا يرون المؤتمر الوطني العام بنفس القوة التي يدعيها ، بخلاف الجماعات الإسلامية القوية لا سيما في ظل مناوراتها مع السلطات ، وعلى رأس هذه الجماعات حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين".

ونوهت الى وقوف هذه الجماعات مرارا وتكرارا حجر عثرة في طريق زيدان على مدى فترته في منصبه التي زادت على العام بقليل للحيلولة دون نجاح أي مبادرة أقدمت عليها حكومته.

ورصدت المجلة البريطانية اعتقادات بقرب رئيس الوزراء الجديد عبد الله الثني، الذي كان وزيرا للدفاع، من الإسلاميين، كما هو حال رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين..

وقالت إن كلا الرجلين مدعوم من أفضل ميليشيات الدولة تسلحا في مدينة مصراتة ، بينما زيدان كان مدعوما من جانب جماعات مسلحة من مدينة الزنتان، إلى الجنوب الغربي من طرابلس.. ولفتت إلى أن هذه القوى المتنافسة كانت اصطدمت حول طرابلس لعدة شهور.

 وأشارت "الإيكونوميست" إلى إصدار الجلس العسكري، المنسق بين الميليشيات المحلية المتنوعة، بعد إقالة زيدان ، أمرا بانسحاب "القوات التي تحتل مواقع استراتيجية" ، فيما اعتبر بمثابة تحذير لمجموعة الزنتان ، التي تسيطر على مطار العاصمة الرئيسي بين مناطق أخرى.

ولفتت المجلة إلى تزايد انعدام الأمن في مدينة الغرب الرئيسية، بنغازي، على نحو باتت معه التفجيرات والاغتيالات أمرا شبه يومي بما يقوض أية سلطة لصالح الفصائل الجهادية التي تسعى لتطبيق الشريعة. 

ورأت المجلة أن هذه التشكيلة تشبه خليطا قابلا للاشتعال ؛ حيث الصراع في الشرق يمكن أن يوسع دائرة التمرد هناك؛ كما أن زيادة الاضطراب في طرابلس يمكن أن يغوي غيرها من السلطات المحلية ، لاسيما تلك التي في عمق الجنوب، بإعلان الحكم الذاتي ، فضلا عن أن ظهور حكومة مقربة من جماعة الإخوان في طرابلس لن يساعد على الاستقرار في دول الجوار الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق