نرجوكم بلاش قمم عربية…
نرجوكم بلاش قمم عربية…
سهيل كيوان
العرس
لجيرانك! يقال هذا المثل لمن يدعو الآخرين لعلاج أمر يخصّه هو، ولكنه
يتصرف وكأنه بعيد أو غريب، فيقال له بتساؤل استنكاري (العرس لجيرانك)!!
إذا
تابعنا قرارات القمم العربية منذ سنين طويلة نلاحظ أنها قرارات ممتازة لا
غبار عليها، ولكن المشكلة أن متخذيها يتصرفون بمبدأ أو فرضية أن (العرس)
ليس لهم، ولا حتى لجيرانهم، لأن للجار حقًا على جاره.
الرئيس المؤقت لمصر السيد عدلي منصور طالب منظمات حقوق الإنسان بمطالبة إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة وأن تقوم بواجبها كدولة احتلال!
فخامة
الرئيس منصور تحدث وكأن ما يحد شمال شرق سيناء هو سنغافورة وليس قطاع غزة،
وكأن كوريا الشمالية هي التي تغلق معبر غزة منذ خمسين يومًا متواصلة،
وتمنع المرضى حتى في حالات حرجة من العبور للعلاج إلى الأراضي المصرية،
ومنهم من استشهد بسبب هذا الحصار.
عندما
يتحدث السيد عدلي منصور بصفته رئيسًا لمصر عن حقوق الإنسان، عليه أن يتذكر
ما حدث في بلده قبل أيام من دوس لحقوق الإنسان، كيف يمكن الحكم خلال أقل
من ساعة على 526 من البني آدمين بالإعدام في بلد يحترم حقوق الإنسان، وسواء
نفذ هذا القرار أم لم ينفذ، فهو استهتار بالإنسان وحقوقه أولا، وهو
استهتار بمشاعر أهالي وأبناء المحكومين وحتى بالقضاء المصري بل وبالأمة
العربية كلها، لأن هذا القرار أصبح مادة للتهكم في وسائل الإعلام عبر
العالم وخصوصًا في إسرائيل.
‘ ‘ ‘
منذ
طفولتنا المبكرة سمعنا باسم السيد (بوتفليقة)، كنا نسمع بعض المسنين عندنا
يسمونه (أبو توفيقه) كتأنيث لإسم توفيق! رحل المسنون والكهول، وها قد
أصبحنا كهولا وها هو (أبو توفيقه) يعلن أن حالته الصحية تسمح له بترشيح
نفسه لعهدة رابعة بعد أكثر من خمسين عامًا من العمل السياسي! هذا يعني أنه
لا يحق للمواطن العربي أن ينتظر أو يتوقع من زعيم عربي ترك السلطة وهو في
قواه العقلية والجسدية، من الكرسي إلى النعش أو السجن، فلا يعقل أن يتنازل
عن كرسي الحكم أو يسمح لغيره بالتنافس الحر ما دام قادرًا على وصول الحمام
بدون مساعدة ممرض أو مساعدة صديق!
‘ ‘ ‘
إذا نظرنا إلى قرارات القمم العربية وجدناها كلها متشابهة، ليس فقط في إدانة الإحتلال ورفض تهويد القدس
والدعوة إلى التضامن العربي ورفض التدخل الخارجي، والتمسك بالسلام المبني
على الشرعية الدولية، لكننا نلاحظ أيضًا أن أي قرار من هذه القرارات
الجميلة لم ينفذ، ونستطيع الآن بعد هذا الكم الكبير من القمم العربية
والقرارات أن نقرر بأن القرارات تتخذ بحكم العادة والكلاشيهات الجاهزة،
وممكن التنبؤ بها قبل عقدها بعام أو أكثر، كذلك ممكن التنبؤ بمصير هذه
القرارات إلى المكان المعروف نفسه.
نحن
أبناء القاع العربي لنا رأي بالقمم العربية ولنا مطالبنا. نطالب المنظمات
الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أن تأخذ دورها برفع الغبن عن الشعوب العربية!
نقول
لحكام القمم العربية العادية والطارئة، من حق الإنسان العربي أن يعيش حياة
حرة كريمة بعيدًا عن القهر والمخابرات والسجون وعدم حجب الكلمة المقروءة
عنه، سواء كانت ضده النظام أو كانت تطرح أسئلة وجودية مثل أشعار محمود
درويش، من حق الإنسان العربي أن يفكر بحرّية، وأن يناقش المسلّمات كلها،
ولهذا خلق الله لنا عقلا كي نستعمله، كي نفكر فيه ونبدع، لا أن نكبته
ونمسحه ونبرمجه ونشغله فقط في الإتجاه الذي يرضي الحاكم.
نطالب
من الأمم والمنظمات الدولية أن تنقذ العرب من حكامهم ومن دساتيرهم ومن
قوانينهم الجائرة، أن تنقذ العرب من حكامهم الذين يستهترون بأرواح الناس
ودمائهم.
نطالب
الحكام العرب بفتح السجون العربية من المحيط إلى الخليج، وإطلاق سراح جميع
المعتقلين السياسيين، وخصوصًا أولئك المعتقلين بلا محاكمة بتهم تتعلق
بالنظام أو أمن الوطن، لأن أمن الوطن والبلاد هي ذرائع كاذبة، وخصوصًا أننا
رأينا ونرى ما يمكن أن يفعله الحاكم العربي بالوطن شعبًا وأرضًا لأجل
البقاء في كرسي الحكم.
نطالب
بحق كل معتقل بمحامي دفاع يدافع عنه، ونطالب بعدم ملاحقة المحامي الذي
يدافع عن معتقلين سياسيين. نطالب بعدم معاقبة الأسرة والعائلة أو حرمانها
من العمل والتوظيفات أو حتى مصادرة أملاكها إذا ما أدين أو تمت إدانة أحد
أبنائها بمعاداة النظام.
نطالب
بمعرفة مصير كل معتقل، أين هو وسبب اعتقاله وحقه بزيارة ذويه ومحاميه
.نطالب بعدم عرقلة حركة الناس على الحدود بين الدول العربية لمجرد تشابه
اسم أحدهم مع إسم شخص مطلوب للعدالة، أو كعقاب لجمهور بلد ما على تصريح
موظف أو مقالة صحفية نشرت في بلادهم ضد نظام أو حاكم ما في البلد الآخر.
نطالبكم
بعدم التمييز المذهبي والطائفي والقومي والقبلي والحزبي في الوظائف
والأعمال على حساب نجاعة العمل وبالتالي على حساب مصلحة الوطن.
نطالبكم
بعدم استغلال الدين ورجال الدين لتكفير هذا وذاك من المعارضين، كذلك نطالب
بعدم ممارسة الإرهاب الفكري والجسدي وعدم إغلاق أبواب الرزق في وجه
معارضيكم، كذلك نطالبكم بأن تكفوا عن إطلاق فكرة المؤامرة والتخوين لكل من
يعارض بقاءكم في كرسي الحكم.
نطالبكم
بالإستقالة وتداول السلطة قبل الحروب الأهلية، وقبل تدمير بلادكم، وقبل
الخرف والعجز عن وصول الحمام، وأخيرًا وليس آخرًا نرجوكم ا بلاش قمم
عربية’، فلا أحد ينتظرها ولا أحد يقيم لقراراتكم وزنا لا الأصدقاء ولا
الأعداء، فهناك ما يكفي من البرامج الترفيهية التي يفضلها الناس على قممكم
المملة الباهتة والتي أصبحت بلا معنى منذ زمن بعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق