الخونة والعملاء وعمر المختار
الخونة والعملاء
وعمر المختار
الأستاذ / عمر بوشويشينه
واجهة حركة المقاومة الوطنية الكثير من المشاكل والعراقيل خلال مسيرة
كفاحها النضالي وعانت الأمرين من الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم
ببطونهم ، وتعاونوا مع العدو الايطالي منذ الساعات الأولي للغزو بكل أخلاص
وتفاني .
وعندما تولي اغرتسياني القيادة في برقة في مارس من عام 1930 م شكل من
الخونة والعملاء جهاز استخباراتي كبير عرف في تلك الفترة ( بالقربة ) انتشر
في كل ربوع الجبل الأخضر يرصد تحركات رجال المقاومة وقائدها عمر المختار
بشكل خاص .
وان كانت معركة وادي بوطاقة قرب منطقة اسلنطه في 11 سبتمبر 1931 م أسدي
فيها الخونة والعملاء اكبر خدمة للعدو الايطالي حيث رصد أفراد من جهاز
ألاستخبارات ( القربة ) المكون من الخونة والعملاء توجد عمر المختار ورجالة
بالقرب من منطقة اسلنطه وعلي الفور اتصلوا بالقوات الايطالية المرابطة
بمنطقة اسلنطه وابلغوها الخبر.
قام
الطليان علي عجل بمحاصرة الوادي بطابورين من الجنود الارتريين ( المصوع ) ،
والكتيبة السابعة من الخيالة الليبيين ( الصواري ) ، وتم دعم هذه القوة
بالطائرات الحربية ، واتخذ عمر المختار قراراً بمواجهة هذه القوات والخروج
من هذا الحصار و أستدعي المجاهد محمد عبد الكريم بوالفحلة الخبير بدروب
المنطقة وقال له هل هناك طريق نخرج منه غير هذا الذي توجد به قوات العدو.
أجابه المجاهد بوالفحلة لا يا سيدي هذا هو الطريق الوحيد فقال عمر المختار
مخاطباً رجاله ( فينا روح وفيهم روح ) و أعطا أوامره بالهجوم وكان أول
الشهداء الشهيد أعوينات العقوري واستطاع عمر المختار ورجالة هزيمة القوات
الارترية وفتح ثغرة في الحصار المضروب حولهم ولكن تدخل الكتيبة السابعة من
الخيالة الليبيين ( الصواري ) بقيادة عاكف امسيك الغريانى ورمضان القريتلي
حال دون خروجهم .
وكان المجاهدون قد أوكلوا مهمة قيادة فرس عمر المختار للمجاهد الشبعار
العبد والذي تخلي عن هذه المهمة عندما اشتد الهجوم ، أصيب عمر المختار في
يده اليسري وسقطة به فرسه حاول الاختباء بين الأشجار، قام المجاهدون
بمحاولة يائسة لإنقاذ قائدهم وعلي رأسهم المجاهد مفتاح بن قويرش الدرناوي
المصراتي والذي أبلا بلاءً حسناً إلي أن سقط شهيداً.
تعرف
علي عمر المختار أحد الخونة والعملاء ويدعي عبدالله مجند في الكتيبة
السابعة من الخيالة الليبيين ( الصواري ) فأخذا يصيح مناديا عمر .. عمر
المختار فرد عليه عمر المختار ( عطك الشر وابليك بالزر ولا حول ولا قوة إلا
بالله ) قبض عليه وتم حمله تحت الحراسة المشددة ألي منطقة اسلنطه وحضر علي
جناح السرعة بطائرة خاصة متصرف المرج الكومينداري داودياتشي الذي أكد
بدورة صحة الأسر وهوية الأسير، وحمله معه بالطائرة إلي منطقة سوسه.
و تم التحفظ عليه بدار شرطة البلدية الايطالية بسوسه وفي صباح اليوم
التالي نقل قائد المقاومة الوطنية مصحوباً بالمتصرف داودياتشي والمقدم
كاستريوتا ألي مدينة بنغازي علي متن الطراد الحربي أورسيني أودع السجن في
بنغازي إلي أن حكم عليه بالإعدام شنقاً في محكمة صورية انعقدت في قاعة قصر
ليتوريو ( مقر البرلمان البرقاوي ) علي أن ينفذ الحكم بقرية سلوق جنوب
بنغازي .
وفي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأربعاء الموافق 16 / 9 / 1931 م صعد
عمر المختار ألي منصة المشنقة وهو يؤذن بصوت هادي آذان الصلاة أعطاء
اغرتسياني أشارة البدء في تنفيذ الحكم ألي الجلاد الزنجي الطويل والشهير
بلقب اللونقو ( وقد مات سكيراً بمنطقة الصابري ببنغازي ) والذي كان يقف
وراء الشهيد عمر المختار فوق منصة المشنقة ، ويقول احد العملاء والذي كان
يعمل مع متصرف سلوق بتروش كنا اقرب الحاضرين إلي عمر المختار فسمعته عندما
وضع الجلاد حبل المشنقة حول عنقه يقول ( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي
ربك راضية مرضية ).
تم تنفيذ حكم الإعدام أمام جموع غفيره من الليبيين الذين حشروا رغماً عنهم
من معتقلات البريقة والعقيلة ومن برج الشويليك ومن معتقل الرهائن ببنينه .
وتحت حراسة مشددة نقل جثمان الشهيد ألي مقبرة سيدي عبيدة بمدينة بنغازي
وتعمدت السلطات الايطالية التعتيم علي مكان القبر ، ولكن حارس المقبرة
عبدالله الأحمر عرف مكانه ، وبعد الاستقلال وفي 7 / 8 / 1960 م نقل جثمان
الشهيد عمر المختار وفي حضور رسمي وشعبي مهيب الي الضريح الكبير الذي شيد
بوسط مدينة بنغازي ، ومرة أخري في 16 سبتمبر 1981 م تم نقل رفاته في احتفال
رسمي وشعبي الي منطقة سلوق حيث أقيم له ضريح و نصب تذكاري .
سيظل عمر المختار نبراساً للأجيال ورمزاً للمقاومة الوطنية ، وسيذهب الخونة والعملاء ألي مزبلة التاريخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق