'موقعة' الناقلة الكورية تطيح برئيس الوزراء الليبي
أفلتت من الملاحقة
لكن زيدان لم يفلح في الإفلات
من مطاردة القوى الإسلامية
'موقعة' الناقلة الكورية
تطيح برئيس الوزراء الليبي
طرابلس ـ لندن ‘القدس العربي’
ووكالات: تطورات خطيرة و متلاحقة على الساحة الليبية ربما تكون هي الأخطر
على الثورة الليبية منــــذ اندلاعــــها . حيث يعلن النفير العــــام في
إقلـــيم برقة من قبل المكتب السياسي وكذلك بعـــض التشكــــيلات العسكرية
تستدعي عناصرها و قبائل وأعيان المنطقة الشرقية يحفزون أبناءهم للالتحاق
‘بساحات الوغى’ على حد بيانهم الواردة في قناة برقة لمواجهة القوة المكلفة
من قبل المؤتمر الوطني ‘البرلمان الليبي’ والتي يقال إن معظمها مشكلة من
كتائب مدينة مصراتة ومن قبل الدروع التي يدعمها المؤتمر الوطني والتي يثير
وجودها جدالا كبيرا في الساحة الليبية والتي خرجت تظاهرات كثيرة ضدها
مطالبة بإنهائها وكانت نتيجة ذلك سقوط عشرات الضحايا في بنغازي و طرابلس
والبيضاء.
في
خضم هذه الصراعات الخطيرة على مستقبل البلد استغلت القوى الإسلامية
النافذة داخل المؤتمر الوطني’العدالة و البناء’ و’كتلة الشهداء’ و’أعضاء
الجماعة الليبية المقاتلة’ الوضع المحرج للحكومة الليبية الذي أظهر عجزها
والذي ترتب على دخول وخروج ناقلة النفط الكورية على الرغم من تهديدات رئيس
الحكومة والمتحدث الرسمي لها الذي أفاد في آخر تصريح له مساء أمس أن
الناقلة باتت في قبضة قوات البحرية التابعة للجيش الليبي ليكتشف الليبيون
صباح امس الثلاثاء ان السفينة غادرت بسلام وأمان.
آخر
المعارك القاسية والمريرة بين المؤتمر الوطني ‘البرلمان الليبي’ الذي
تتحكم فيه القوى المحسوبة على الإخوان المسلمين وحكومة علي زيدان المحسوب
على ‘الليبراليين’ كانت ‘موقعة’ الناقلة الكورية الشمالية التي لم يستطع
زيدان الخروج منها هذه المرة . بعد أن عجز على اتخاذ أي ردة فعل تجاه
اختراق الناقلة للمياه الإقليمية برعاية المكتب السياسي و التنفيذي لإقليم
برقة غير المعترف به بشكل رسمي اللذين تحديا صراحة وفي مؤتمر عام السلطات
الليبية وأعلنا عن بدء تصدير النفط من موانئ برقة وتدشين أول شحنة من ميناء
السدرة غرب بنغازي. وبدا المؤتمر الوطني مهتما بتضييق الخناق علي زيدان
ولا يعير اهتماما لما يصدره من قرارات لرئيس الأركان الذي لم يحرك ساكنا
تجاه هذه الحادثة الخطيرة كما كشف عن ذلك زيدان. حتى تكون هذه الحادثة هي
الضربة القاضية لرئيس وزراء ليبيا.
لكن
جولات الصراع باتت أخطر واتسعت دائرتها لتتجاوز خلافات ‘الإسلاميين’
و’الليبراليين’ ومن يدور في فلكهما إلى صراعات قد تقود إلى حرب أهلية بين
مدن كانت بالأمس تتحالف ضد القذافي. فصورة الجرافات التي كانت تحمل السلاح
والذخائر والمؤن من مدن الشرق كي تساند وتحالف مدينة مصراتة في حربها ضد
القذافي هذه الصورة تنقلب الآن وتتحرك كتائب مسلحة من مدينة مصراتة لتواجه
كتائب مسلحة من مدن الشرق ولتقع بينهما اشتباكات منذرة بمرحلة خطيرة قد
توصل ليبيا إلى الحرب الأهلية فهذه مقدمات بامتياز لهذه الحرب.
شخصية
رئيــــس الحكومة المكلف خلفا لزيدان وهو وزير الدفاع عبد الله الثني
شخصية غــــير بارزة وغير مؤثرة ولا يتمتع بمساندة من قطــــاع كبير من
الجيش الليبي وشـــخصيته بدت ضعيفــة من خلال انعدام ردات فعله على أحداث
جســـام، وســـبق أن اختطف ابنه ولم يحرك ساكنا بل غادر البــــلاد
لقضـــاء فريضة الحج في ظروف غاية في التعـــقيد تشــهد فيها البلاد في كل
يوم اغتيالات لعناصر من الجيش والشرطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق