القيادي في جماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت
القاهرة- الأناضول:
قال
جمال حشمت القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، إن “الجماعة
تسعى إلى الوصول لتوافق سياسي على غرار ما نجح فيه راشد الغنوشي (رئيس حركة
النهضة الإسلامية في تونس)، عندما تنازل عن السلطة”.
وفي
تصريحات خاصة للأناضول عبر الهاتف، أضاف حشمت وهو عضو شورى الإخوان (أعلى
هيئة بالجماعة) أن “الجماعة تستعد لإعلان حدث سياسي هام في شهر إبريل/
نيسان المقبل”.
وكانت
حركة النهضة الإسلامية تخلت عن السلطة عبر توافق مع المعارضة، حيث استقالت
الحكومة الائتلافية التي كانت تقودها الحركة من أجل تشكيل حكومة كفاءات
وطنية، وإقرار الدستور وذلك في يناير/ كانون ثان الماضي.
وقال
الغنوشي في تصريحات للأناضول عقب إقرار الدستور إن “الحركة تنازلت عن
الحكومة ليس نتيجة الضغوط، ولكن حرصاً على التوافق، وتأكيداً للعالم بأنها
لا تحاول الاستحواذ على الحكم”.
وعن
تفاصيل الحدث الذي تنوي الجماعة إعلانه الشهر المقبل، اكتفى حشمت، الذي
شغل منصب وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى (الغرفة الثانية
للبرلمان قبل إلغائه في دستور 2014) بالقول “سنضع أيدينا مع كل ثوري محترم
منحاز للديمقراطية والحريات”.
وتابع
أن “الحدث يأتي في إطار السلمية المبدعة من جانب الإخوان والتحالف الوطني
لدعم الشرعية ورفض الانقلاب (الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي) وآخرون (لم
يحددهم)، ويأتي استثمارا للحراك الشعبي في مصر، وسيكون مربكا للانقلاب في
الداخل والخارج”.
وشدد عضو شورى الجماعة على أن الإخوان “لديها نية للتنازل لتجميع المصريين واسترجاع الديمقراطية والحريات”.
وأضاف
“إذا كان ثمن تجمع المصريين المؤيدين للشرعية أو المسار الديمقراطي هو
رجوع الإخوان، وحزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي لها) خطوة أو خطوتين
للوراء والتراجع عن صدارة المشهد، الذي حازه في إطار ديمقراطية تشاركية أمر
مقبول يمكن بدء الحوار عليه”.
وتابع
القيادي الإخواني أن “الحوار حول الديمقراطية التشاركية سيكون على ما هو
آت، فيما يتعلق بأي انتخابات قادمة (لم يحدد كونها رئاسية أو برلمانية)،
وليس المجالس البرلمانية السابقة التي تم حلهما”.
وكان
حشمت قال في لقاء خاص مع قناة الجزيرة مباشر مصر القطرية مساء أمس الجمعة
إن جماعة الإخوان، على استعداد لـ”التراجع خطوة إلى الوراء”، بهدف “توحيد
الصف الثوري والقصاص لدماء الشهداء”.
وأضاف
“أستطيع أن أعلن كمتحدث عن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ولأول مرة
أننا على استعداد أن نرجع خطوة للوراء فيما يتعلق بمكاسبنا السياسية التي
حققناها من أجل توحيد الصف الثوري والقصاص لدماء الشهداء جميعا “.
وتابع حشمت قائلا إن “القضية ليست قضية عودة الرئيس مرسي، ومن الممكن أن نقوم بخطوة للوراء”.
ورفض
الحديث عن طبيعة تلك الخطوة، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن الخطوة ليست
متعلقة بالرئيس (مرسي)؛ ?نه نتاج إرادة شعبية وإنما يتعلق بتصدر ا?خوان
للمشهد، بحد قوله.
وجماعة
الإخوان استطاعت تحقيق ظهور سياسي واضح في استحقاقات انتخابية عديدة تلت
ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 ومنها فوزهم بالأغلبية في البرلمان بغرفتيه
قبل حلهما، كما فاز محمد مرسي المنتمي للجماعة، في أول انتخابات رئاسية
تجري بعد الثورة.
وأطاح
قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى شعبية ودينية وسياسية، في يوليو/ تموز
الماضي، بمرسي، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.
وبحسب
مراقبين، فإن تمسك جماعة الإخوان (المكون الرئيسي للتحالف الداعم لمرسي)
بما يصفونه بالشرعية والتي تتمثل، بحسب قيادات التحالف في عودة الرئيس
المنتخب والمجالس الدستورية المنتخبة، يعد مثار للخلاف بينها، وباقي شركاء
ثورة يناير/ كانون الثاني، ولا سيما من يوصفون بالتيار الثالث الذي يرفض
حكم الإخوان ودخول الجيش في معترك العمل السياسي.
وتشن
السلطات المصرية الحالية حملة عنيفة على جماعة الاخوان منذ عزل مرسي،
وترفض عزله وتعتبره انقلابا وتقود مظاهرات شبه يومية للمطالبة بإعادته
والإفراج عن المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم منذ أحداث 3 يوليو/ تموز
الماضي.
وأحالت
السلطات المصرية العديد من قيادات جماعة الإخوان، وبينهم مرسي للمحاكمة
بتهم تشمل التحريض على الارهاب والعنف، فيما تؤكد الجماعة على سلمية
تحركاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق