الأحد، 9 فبراير 2014

لوعة مغترب

لوعة مغترب



كتاب وقلك

 الشاعر / محمد عبدالقادر

 

تركت أسرتي مسافرا للبحث عن لقمة العيش، وما كنت أظن أن الغربة تفتك بي إلى هذا الحد، فكتبت هذه الأبيات بحبر الدموع والألم، سائلا الله –تبارك وتعالى- أن يلمَّ شمل كل مغترب مع أسرته وأهله.. اللهم آمين.


 

الشَّوقُ للأهلِ شَوقٌ مَا لَهُ ثَانِ


بُعْدُ الأحِبَّةِ دَرْبٌ لا مَثِيلَ لَهُ


كَيْفَ السَّبِيلُ لأهْلي كَيْ أسَامِرَهُمْ


مَلؤوا عَليَّ حَيَاتِي حِينَ قُربِهُموا


مَاذَا أقُولُ لِعَقْلِي حِينَ يَذْكُرهُمْ


أمَّا (حَنَانٌ) فَقَلْبِي حِينَ يَذْكُرُها


وَتَطْربُ الأذنُ دَوْماً حِينَ أسْمَعُها


و(شَذَى) سَبيل لِلْقلوبِ وَحُسْنُها


أُمِّي الرَّؤوم أفْدِيها وَأذْكُرُها


وَكَمْ وَدَدْتُ أريدُ أنْ أقَبِّلَهَا


وَكَذا (سهامٌ) إنَّهَا رَمْزُ الوَفَا


فاللهُ يَقْسِمُ للنُّفُوسِ نَصِيبَها


أمَّا (النَّدَى) رَمْزُ التَدَّينِ إنَّهَا


بِنْتٌ رَمَتْ دُنْيا تَدَافعَ أهْلُهَا


فَاحْفَظْ إِلهِي أسْرة أحْيَا لَهَا

والبُعْدُ عَنْهُمْ أليمٌ هزَّ وجْدَاني


يُدْمي القُلوب َبِأَحْزانٍ وَأشْجَانِ


فَأَمْلأ النَّفْسَ وَصلٌ مِنْ (وَفَا) هَانِي


وَلا أَخَالُ حَياةً دُونَ (وِجْدَانِ)


(مُنَى) الحَبيبة .. وَهَذا (عَبْدُ رَحْمَنِ)


فَتُشْرِقُ النَّفْس حُسْنَاً فَهْيَ نَشْوَانِ


فَهِيَ الأمَانِيَ .. أَحَْياهَا وَتَحْيَانِي


فَهْيَ الأرِيجُ لِرَوْضٍ طَابَ ألْوانِ


فَهِيَ الضِّيَاءُ لِنَفْسٍ مَا لَهَا ثَانِ


بُعْدَ المَسَافَةِ أسْكَنَهَا بِـ (عَمَّانِ)


أُخْتِي العَزِيزَة .. عُنْوَانٌ لإيمَانِ


وَعَسَى الأمَانِي تُصَادِفْ كُلَّ إنْسَانِ


هِبَةُ الإلهِ، تَسِيرُ فِي الأحْسَانِ


نَحْوَ المََعاصِي ، سَبِيلاً دُونَ بُرْهَانِ


وَامْنَحْ فُؤادِي هُدُوءً فَهْوَ حَيْرَانِ

*  *  *  *


مَاذَا أقُولُ لِقَلْبَِي حِينَ يَسْأَلُنِي


مُرٌّ رَمَانِي عَلَى  مُرٍّ أُكَابِدُهُ


وَلَكَمْ سَهِرْتُ لَيَالٍ كُنْتُ أحْسِبُها


صُوَرُ الأحِبَّةِ مَا تَفْتَأ تُرَاوِدُنِي


يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ارْحَمْ عَبْرَتِي

هَلْ لُقْمَةُ العَيْشِ أثْمَانٌ لِخِلانِي


مُرُّ الفِرَاقِ .. عُنْوانٌ لأحْزَانِي


يُبَلَّلُ الخَدَّ دَوْمَاً دَمْعُ عَيْنَانِ


رَغْمَ البُعَادِ، تُفَجِّرْ كُلَّ أَرْكَانِ


واجْمَعْ قُلوب تَبْتَهِلْ وَتُعَانِي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق