الجمعة، 7 فبراير 2014

الشيخ/ السنوسي بن أحمد عبدالعالي

الشيخ/ السنوسي

بن أحمد عبدالعالي

الشيخ لسانوسى عبد العال

(1277-1369هـ. /1856-1950م.)


ولد بمصراتة ونشأ بها، حيث درس مباديء العلوم على الشيخين أحمد بن عامر ومَحمد (امحمد) بن عبدالعزيز، وفي سنة 1301هـ. (1883م.) ارتحل إلى الجغبوب حيث قضى هناك 8 سنوات طالباً للعلم في زاويتها، رجع بعدها إلى مصراتة سنة 1309هـ. (1891 م.) .

ليعمل مدرساً في زاوية زروق مدة خمس سنوات تقريباً، انتقل بعدها إلى زاوية المنتصر بالمواطين*.

ثم عين ناظراً للزاوية السنوسية بالمواطين أيضاً (جامع شنيشح الآن)، كما عين قاضياً ومفتياً لمصراتة فترة من الزمن في أواخر الحكم العثماني، ثم في حكومة المجاهدين بعد ذلك. وفي السنوات العشر الأخيرة من عمره لزم بيته، إلاَّ أن الطلبة لم يتركوه واستمروا يترددون عليه هناك.

وفي تلك الفترة كان قد عجز عن الكتابة مما اضطره إلى الاستعانة بالشيخ عامر علي القزيري ليكتب ما يمليه عليه، فقد كان الأخير يتميز بحسن الخط إلى جانب كونه شاعراً وأديباً، فقد كان الشيخ عامر ملازماً له حتى وفاته، ولما توفى الشيخ السنوسي عبد العالي سنة 1369هـ. (1950م.) رثاه بقصيدة تدل على عظم مكانة الشيخ السنوسي وإجادة الشيخ عامر لهذا النوع من الأدب، ومن أبيات هذه القصيدة:

الدهرُ في كل وقتٍ يلقانا .:. بعد المسرة تعنيفاً وخسرانا
والوقت لا يصطفي ذا منةٍ عَظُمَتْ .:. حتى يؤول لفقدٍ منه أحزانا
هل يذكر الجمع لما سار في عجلٍ .:. ما بالفؤاد من الأحباب منبانا
أم هل يكفون دمعاً سال وابلها .:. إذ أججت بحنايا القلب نيرانا
بالأمسِ كنا كجيران أولى مَقَتٍ .:. وهل غداً بعده ترجون جيرانا
شيخي عليك اعتماد الناس من سلفٍ .:. فمن عليه اعتماد بعدك الآنا

لقد أمضى الشيخ السنوسي أكثر من 60 سنة في التدريس، لم يشغله عنه نظارة الزاوية أو الإفتاء أو القضاء، ولا حتى الظروف التي أحاطت بهذا البلد من جراء الاحتلال الإيطالي.

وقد درس عليه خلالها عدة أجيال من الطلبة كان من بينهم الشيخ علي الطالب، والشيخ علي أبوحبيل، والشيخ عبدالله بن لامين، والشيخ أحمد انبيه، والشيخ بن ناصر أبوغولة، والشيخ محمد بن منصور، والفقيه محمد فلفل، والشيخ محمد المغراوي الصركي، والحاج الأسعد طرينة.

كان يمتاز بهدوء الطبع والذكاء الحاد، وكان لا يتكلم إلاَّ إذا كلمه غيره، وقد اشتهر بالفتوى على المذاهب الأربعة، وإن تكن هناك من آثار علمية باقية للشيخ عدا طلبته فهي تلك الفتاوى والوثائق التي خطها بيده او أملاها على غيره، وقد كان من بينها فتوى بخصوص .

من تهكم على تعليم القرآن، ومن خلال فقراتها تتضح معالم الشخصية الفكرية لهذا الشيخ:
(.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين..

أما بعد هذا الرجل القائل ومن هو على شاكلته قد زين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، فإن الشيطان الملعون يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق.. فما تركنا في الحضيض الأسفل إلاَّ إهانتنا لشريعتنا وديننا، قال الله تعالى(ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، وما حل بهذا المسكين الذي كاد أن يمرق من الدين إلاَّ تعلق قلبه بهذه العلوم الوقتية التي مآلها حب الرياسة وتحصيل الدراهم وحب العاجلة.. نعم وأما تعليم القرآن العظيم مأمور به شرعاً، ويشفع به دنيا وأخرى ثلاثة: المتعلم والمعلم ووالد كلٍّ)..

كانت هذه الفتوى رداً على مسألة رفعت إلى علماء مصراتة مع بداية سنة 1367 هـ. (ما قولكم سادتنا أهل العلم في من يقول لأخيه المسلم: هل ولدك أو أخوك مستمر في قراءة القرآن؟، فيجيب: وكيف لا وهو حياتنا وشريعتنا وديننا.. فيقول له السائل: هذا
التعصب الذي قضى علينا ونزل بنا في الحضيض الأسفل، والله ما دمت أنت وأمثالك على هذه الفكرة لا تقم لنا قائمة إلاَّ بدرس العلوم الوقتية..)..

==================

* المواطين: مركز مدينة مصراتة القديم، وسمي بذلك لانخفاض مستوى الأرض فيها عن بقية الأراضي، فسمي أهل تلك المنطقة بـ"المواطيين" ثم حورت إلى "المواطين"..
منقول ببعض التصرف من كتاب (الحياة الثقافية بمصراتة أثناء الحكم العثماني الثاني 1835م.-1911م. للأستاذ: علي محمد جهان.. سنة 2007م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق