سرقات اللصوص تراوحت ما بين ‘ فيل’ من حديقة الحيوان وصاروخ طويل المدى مجرور بسيارة كورية
سرقات اللصوص
تراوحت ما بين ‘ فيل’
من حديقة الحيوان وصاروخ
طويل المدى مجرور
بسيارة كورية
ــــــــــــــــــــــ
بنغازي 'جريحة'
لكنها متفائلة وتجمع الطرافة بالتطرف
اسم عبد الناصر يصمد بمواجهة الإسلاميين
و'مخيطة' الثورة ما زالت تعمل
January 2, 2014
بنغازي – ‘القدس العربي’ من بسام البدارين:
تبدو مدينة بنغازي معقل ثورة شباط/فبراير رغم مظاهر الخراب الواضحة للعيان
بسبب الحرب والقصف الذي تعرضت له أيام نظام معمر القذافي مستعدة لولوج
المستقبل بأمل، لكنها متحسرة نوعا ما بسبب مؤشرات الانفلات الأمني وعدم
وجود مرجعيات ومراكز أمنية وضعف البنية التحتية والخدمية.
قلب المدينة ينبض بالحياة والانطباع الواضح لدى كل شباب الثورة أن مدينتهم قدمت مساهمة كبيرة في هزيمة نظام القذافي وبأن ليبيا ستتعافى بكل الأحوال، كما يشير محمود حسين العامل في أحد المكاتب السياحية وهو يتحدث عن نوعية الزوار الذين يرتب لهم حجوزاتهم.
المظاهر
العسكرية ‘الأهلية’ واضحة للعيان على بوابات المدينة ومداخلها وفي محيط
مطارها وبعض المناطق الحيوية والفضل يعود لها وفقا لحسين في تقليص عدد
الزوار الأجانب والعرب
‘خدوش الروح’ كما يسميها ناقد وكاتب مثقف رافق ‘القدس العربي’
في جولة قصيرة تشكل لافتات تجرح الوجدان عندما يتعلق الأمر بالجدران التي
تهدمت في بعض مرافق المدينة جراء سيارات مفخخة أو عمليات إنتحارية، وهي
عمليات كان هدفها بشكل مرجح منع بنغازي من مأسسة حياتها بعد الثورة.
في
قلب ساحة المحكمة التي شكلت الساحة الشهيرة لتجمع أهالي بنغازي ما زال
الرجل الذي زود الانتفاضة ولاحقا الثورة بعلم الاستقلال يمارس عمله في كوخ
حديدي صغير مزدان بعشرات الأعلام في ‘مخيطة الثورة .
’
بحماس
يبلغ المثقفون زائر بنغازي بأن أصحاب التكسيات والأهالي مصرون على
الاحتفاظ باسم ‘جمال عبد الناصر’ للشارع الحيوي العريض والشهير في وسط
المدينة رغم أن القوى الإسلامية المتطرفة ألغت هذا الإسم وأطلقت عليه إسم
‘الاستقلال’.
يبدو
أن الكتائب المسلحة وتحديدا الأصولية هدمت تمثالا للرئيس المصري الراحل في
ساحة مجاورة ورغم أن الاسم الرسمي الجديد للشارع أصبح مختلفا إلا أن مديرا
لإحدى شركات الطيران أصر على استعمال اسم عبد الناصر عندما حاول توصيف
المكان لـ’القدس العربي.’
يقول محمد وهو سائق شاب في الثلاثينيات من العمر: غيروا إسم الشارع لكن
بالنسبة لنا لا يزال شارع الزعيم عبد الناصر. ويضيف: القذافي ركب على ظهر
الناصرية وحاول استعمالها وعبد الناصر رحمه ألله بريء من كل أفعاله وجرائمه
بحق الشعب الليبي.
الحركة التجارية لا تبدو منتعشة لكن بنغازي تحاول النهوض من جديد وهو ما
يتضح من محاولات تجار سوق ‘النور’ الشعبي الذين زينوا محلاتهم بكل ما تيسر
من البضائع الشعبية وتحديدا في قطاع الملابس.
عشرات
المشاريع تجمدت تماما في المدينة والحكومة المؤقتة وقبلها الإنتقالية لم
تقدما شيئا ملموسا على الصعيد التنموي والبنية التحتية.. رغم ذلك لم تفقد
بنغازي أملها في المستقبل وهي تفتح يدها وقلبها لجميع أشقائها العرب الذين
وقفوا معها أم لم يقفوا، كما يؤكد رئيس المجلس الثقافي محمد إمحيا الذي
جمعته بـ’القدس العربي’ جلسة نقاشية متفائلة وطويلة.
على نحو أو آخر الواقع معقد في بنغازي لكنها مدينة تحتفظ بالكثير من صور الحرب والحملة العسكرية التي شنها القذافي عليها .
بعض
هذه الصورة لا تخلو من الطرافة بعيدا عن التطرف والأهالي يتندرون بها
خصوصا تلك المتعلقة بقصص مثيرة عن لحظات الفوضى التي سبقت انهيار النظام
السابق والتي استمرت لأربعة أيام فقط قبل ان تفتح صفحة ليبيا الجديدة خصوصا
مع انتشار مئات المجرمين الجنائيين الذين تم الإفراج عنهم نكاية بالشعب .
بعض طموحات صغار اللصوص مثلا كانت طريفة للغاية فأحدهم دخل لحديقة الحيوان
وتأمل ما الذي يمكن سرقته من المكان فاختار الحيوان الأضخم وهو الفيل أملا
في الحصول على ثمن باهظ له بسبب ندرته ناسيا أن إفريقيا تعج بالفيلة عمليا
.
لا أحد يعرف مصير الفيل المسروق لكن صغار الأشقياء سرقوا مثلا أطقم الصحة
والحمامات في بعض الأماك، وكذلك ألواح الصفيح من جدران المشاريع العامة
إضافة لسرقة دبابة مثلا أو جر شاحنة كبيرة تركها سائقها بسيارة كورية صغيرة
أو سرقة صاروخ طويل المدى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق