لنرجع الى نقطة البداية
وننطلق بخطوات هادئة
للتغيير
د. هناء القلال
29/12/2013
الانتخابات في ليبيا بين المقاطعة والمشاركة
بنغازي، ليبيا، 29 ديسمبر، فدوى القلال، اخبار قناة الآن:
مع
اقتراب انتخابات لجنة الستين التي ستقوم بصياغة الدستور الليبي الجديد،
تتعالى الأصوات التي ترفض تلك الانتخابات وتنادي بمقاطعتها. فهم يقولون ان
الدساتير لا تُكتب وسط ذلك الاستقطاب الذي يتصدر المشهد السياسي الليبي،
كما انه لا جدوى من كتابة اي دستور في ظل تردي الوضع الأمني وانتشار السلاح
إذ ان الأمن هوالمطلب الأول للشعب اليوم. توجهت الى استاذة القانون بجامعة
بنغازي، الحقوقية الدكتورة هناء الصديق القلال، احد أبرز الأصوات التي
تتبنى قرار مقاطعة انتخابات لجنة الستين لأناقشها بخصوص الموضوع:
- ما هي أسباب عدم تسجيلك للمشاركة في انتخابات لجنة صياغة الدستور؟
لعدم
تغير الظروف السيئة التي ترتبت عن انتخاب لمؤتمر وطني هزيل خيب امال
المواطن بل في الواقع أن الظروف اصبحت أسوأ وانعدمت الضمانات نهائيا لتوفير
النزاهة لهذه الانتخابات. وأن اجراء الانتخابات في ظروف اسوأ من
الانتخابات الأولى سيترتب عنها ;فشل الإنتخابات وانتاج لجنة غير توافقية
لتكتب دستور أهم شروطه أن يكون توافقي بقدر الإمكان وبذلك نخسر الانتخابات
كفكرة ديمقراطية لتغيير السلطة ونخسر أخر ورقة لنا للوصول بليبيا إلى بر
الأمان.. الدستور.
- عدد الذين سجلوا لم يتعدى الـ 500 الف مواطن، بماذا تفسرين عزوف المواطنين عن المشاركة؟
المؤتمر
كان أول انتخابات لكل الشعب الليبي والنتائج التي ترتبت عن انتخاب المؤتمر
كانت مخيبة للأمال وجعلت المواطن يشعر أنه سبب نكسته ونكسة الوطن. فالكل
يعلم أن المؤتمر لم يقدم نتائج ايجابية للمواطن البسيط بل على العكس كان
سبب اساسي لتدهور الوطن وانهيار الأمن والامان. مع انعدام المؤسسة
القضائيةوالإغتيالات اليومية في بنغازي والحدود المنتهكة في الجنوب وأهم
الأسباب انعدام الثقة بشكل كامل في المؤتمر والحكومة كل هذه الأسباب مجتمعة
ترتب عنها عزوف المواطن.
-
لكن هناك اخرون قرروا ان يسجلوا ويختاروا الأفضل من بين المرشحين إذ انهم
يعتقدون ان العزوف عن المشاركة سينتج دستور مشوه تصيغه الأقلية وتحكم به
الأغلبية... ما تعليقك على ذلك؟
بالضبط
هم سيكتبوه سيكتبوه لكم لن أعطيهم غطاء الشرعية؛ هم سيطروا على المؤتمر
وهم ليس أغلبية فما بالك أنهم جاهزون لهذه الانتخابات وبقوة... مشاركتنا
وجعل زخم لها سيعطيهم الشرعية وكما ترين فأن الشرعية في ليبيا تبقى حتى
لوقتلت اوسرقت أوانتهكت الانسانية... بخلاف العالم الأخر الذي حدثت فيه
جريمة رشوة من المسؤول اوقتل اوأي تهمة أوجنحة تتم استقالته ومحاسبته كما
يحدث الأن في تركيا.. ولكن نحن يعنون نحن الشرعية نحن أتينا عن طريق صندوق
الاقتراع وبذلك اضيف لديكتاتوريتهم غطاء ديمقراطية ولسرقتهم شرعية.
- كونك قانونية، ماذا تتوقعين سيكون شكل الدستور الليبي الجديد؟
ما
أتوقعه كقانونية وحقوقية قد يكون بعيد عن الواقع الذي أمامنا ونعيشه اليوم
ولكني أتمنى أن يكون نظام الحكم رئاسي لمدة 4 سنوات غير قابله للتمديد
أكثر من مرة أخرى وأن يكون شكل الدولة فيدرالي وليس بالمفهوم القبلي بل
بالمفهوم أن يكون لدينا لا مركزية مالية ولا مركزية ادارية مع الحق بإصدار
بعض القوانين في نطاق ضيق ويتم النص عليهم في الدستور... ويرتكز على حق
المواطنة وتبني قوانين حقوق الانسان والحريات مع احترام العقيدة
الاسلامية... ويكون اسم الدولة : دولة ليبيا، أن يكون هناك الحقوق الثقافية
وخاصة اللغة محمية في الدستور وأن يكون التعددية الثقافية اغناء للدولة
الليبية وليس عامل لإضعافها وزرع الفتن من خلالها.
- هل تتوقعين ان المؤتمر الوطني سيقوم بالتمديد لما بعد 7 فبراير؟
نعم
هوسيمدد وهوفعل ذلك حقا من خلال خارطة الطريق التي ستمدد له في الظاهر 10
أشهر ولكن من خلال قراءة خارطة الطريق ستجدين أن المدة يمكن تمدد بشكل غير
محدد وأن الصياغة هلامية وهناك تحايل وأعتقد أن هذه الخطوة ستكون قاتلة
لبناء ليبيا وستكون بداية النهاية لمحاولة البناء والدخول في دوامة
المواجهات الدموية... للأسف.
- من برأيك يتحمل مسؤولية ما وصل اليه الحال في ليبيا اليوم؟
الغرور
والتعنت والتهميش من قبل المجلس الانتقالي ومعاملة ليبيا كغنيمة من قبل
الأحزاب.. وتقسيم الغنائم بين اللاعبين والصراع عليها قبل أن يكون لدينا
دولة... وتكبر من استلم الحكومات الثلاثة وعدم فهمهم جميعهم لطبيعة المرحلة
الانتقالية وأنها لا تتمحور حول الرواتب والمزايا والمحسوبية ولكن تتمحور
حول العطاء والتضحية والعمل المستمر التوافقي من أجل الوطن.. للأسف الشديد
ما زرعه المجلس الانتقالي وحكوماته استمر فيه المؤتمر وحكومته ومع انعدام
مفهوم المحاسبة والاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية والاستقالة ترتب عنه أن
الجميع اصبح فوق القانون وشهدنا طفرة كبيرة من الفساد سبقت حتى عهد
القذافي.. لأن أصبح الجميع محصن فأنتشر الفساد وترسخ مفهوم وطن الغنيمة.
- ما هوالمخرج من هذه الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد من وجهة نظرك؟
في
البدء كان رأيي أن يحاول اللاعبون الأساسيون من فيدراليين وتحالف وأخوان
واسلاميين للجلوس للحوار والوصول لصيغة توافقية مع ميثاق شرف يلزم الجميع
ولكن للأسف الحوار أصبح صعب مع إصرار الجميع التعنت وعدم الاستماع إلا
لنفسه والكل يرى عيوب غريمه ولا يرى عيوبه ومسؤوليته عن ما يحدث لذا
بالنسبة لي أن الحل البديل هو:
أن
يتم الرجوع إلى نقطة الإنطلاق إلى تاريخ الاستقلال ودستور 1951... ويتم
الانتخابات لبرلمان وحكومة، إذ يصبح لدينا برلمان وحكومة في فترة
قصيرة.ومنه تكون لدينا مؤسسات وبذلك نكون قد قفزنا المرحلة الانتقالية،
ليتم من خلال السلطة الجديدة اختيار لجنة لتعديل الدستور ويتم عرضه
للاستفتاء على الشعب.
الإنتقال
من المرحلة الانتقالية سيجعل الكثير من الأمور تتوقف ومنها ننتقل إلى بناء
الدولة وتعديل دستور 1951 بما يتوافق مع ما يريده الشعب اليوم ونتخلص من
المؤتمر وكل الأحزاب الموجودة التي يقع عليها المسؤولية لما وصلت إليه
ليبيا ونبدأ من الأول، لأن بعد فشل القذافي في بناء ليبيا فشل كل من المجلس
الانتقالي والمؤتمر وحكوماتهم!
لنرجع الى نقطة البداية ... وننطلق بخطوات هادئة للتغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق