لن تصل سهامك يا بوسمهين لبرقه وأسأل عبدالجليل عن ذلك
لن تصل سهامك يا
بوسمهين لبرقه ، وأسأل
عبدالجليل عن ذلك
26/12/2013
المهندس/ فتح الله سرقيوه
كنت
قد كتبت مقالة بعنوان (التهديد والوعيد ما إجيبهن إلا نهار طويل يا
عبدالجليل) نشرتها يوم أن توعد السيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس
الإنتقالى بخصوص موضوع الفيدراليه ، ولذلك ها أنا أنشرها مرة أخرى لعل
السيد بوسهمين يراجع نفسه حتى لا يقع فى نفس ما وقع به عبدالجليل ولكنه
تراجع بعد أن قُدمت له النصيحة من أجل مصلحة الوطن فربما إتخاذ أى قرار غير
مدروس سيودى بالوطن إلى الهاوية . فالحذر كل الحذر يا سيد بوسهمين من أجل
أجيالكم القادمة التى ستلعنكم إذا شاركتم فى تدمير ليبيا الغالية.
سألنى
أحد الشباب النشط بمدنية درنه ما معنى كلمة مُستشار وهل هى مدنية أوعسكرية
؟ وهل هى أعلى من شهادة الدكتوراه ؟!! وهل لها مواصفات خاصة ؟!! سؤال من
حقه أن يسأله ولما رأيت فيه من شجاعة قلما تكون لدى غيره شرحت له حسب
معرفتى أن النظام الإدارى أو ما يسمى الدرجات الوظيفيه وخصوصاً الدرجات
العليا فى السلم الوظيفى الفنى والإدارى والقانونى يُمنح الموظف لقب
(مستشار) وهو نوع من التكريم الوظيفى ولا يحتاج إلى درجة علمية لذلك ولا
علاقة له بالشهادات العليا وأحياناً يُطلق على شيخ القبيله الأكثر ثقافة
مستشاراً أى أن لا علاقة بهذا اللقب ودرجة الدكتوراه أو أى درجة أكبر منها
وغالباً من المتعارف عليه فى الإدارات السابقة أن المستشار يُستشار فى أى
أمر فى إدارته ولا يؤخذ برأيه .
المهم .... تناقلت بعض الوكالات العالمية تصريح رئيس المجلس الإنتقالى الليبى تحت عنوان (عبد الجليل يهدد بإستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا بعد إعلان برقه)
وقد جاء هذا التصريح نتيجة لإعلان إقليم برقه من بعض الفئات التى ربما
تكون مقتنعه بهذا الأمر قناعة مطلقة بينما هناك فئات أخرى لا زالت تحتاج
إلى حوار ونقاش وهناك من يرفضه رفضاً تاماً .
هذا
الموضوع هو الفيدرالية الإدارية التى يرى فيها البعض الحل الأمثل للعديد
من التراكمات الإدارية ، وبالرغم من أن هذا الموضوع تحول إلى قضية سياسية
وإجتماعية وإقتصاديه تتفاعل على الساحة الليبية إلا أنه كان من المفترض
التروى والهدوء من قبل الساسة الجدد وأن لا تكون لهم ردات فعل قوية قد يتم
تفسيرها بتفسيرات فيها تحدى ودكتاتورية الفكر الواحد والزعيم الأوحد الذى
لا رأى بعد رأيه وهو غالباً لا يناقش المحيطين به من أعضاء فهو يعتبر نفسه
(الحاكم المطلق) وهو ما يذكرنا بتلك الحُقبة المظلمة التى أحتكرت فيها
السلطة السياسية وأنتهكت فيها الحريات حتى وصل الأمر بذلك الطاغية أن يردد
فى البعض من لقاءاته وكلماته متعالياً على الشعب الليبى بقوله (أنا وضعت
روحى على كفى وأخذت السلطة بالسلاح ، فمن يريد أن ينتزعها منى فعليه بحمل
السلاح ) !!
وهو
ما حدث أيها الدكتاتور فقد خرج عليك ثوار ليبيا وردوا المظالم وقاموا
بترجيع الحق لأصحابه ولن يقبلوا دكتاتوراً آخر يهيمن على الكرسى ويرفض
التنازل عنه كلما يستشعر أو يستشعر له أصحاب القرار سواءً بالداخل أو
الخارج يخرج علينا بحجة الدفاع والخوف على ليبيا مُهدداً ومُتوعداً
بإستخدام القوة المسلحة ويقول سيتم ردعهم بالقوة وهذا الأمر يا ما دونه يا
سيادة المستشار فأنت تخاطب فى منطقة لها تاريخ فى الجهاد وبها وجهاء وعواقل
وعُمد وحكماء لا يشق لهم غبار فالكلمة الطيبة أكثر تأثيراً وأنفع للناس
!! .
لا
شك أن ما أطلق عليه تسمية ( الفيدراليه) هو محاولة لرد الإعتبار وإحقاق
الحق وقد يكون كذلك الشعور بالإحباط من وضع المجلس الإنتقالى وحكومته
المتعثرة التى لا تستفيق إلا بعد فوات الأوان فالرجاء لا ينزعج أحدنا من
هذا الموضوع فلولا التباطأ الذى إنتهجته الحكومة لكانت الأمور فى أحسن حال
... وهنا أود أن أذكرّ المسئولين فى الإدارات المختلفة فى حقبة الطاغية
وكذلك المواطنين الذين كانوا يترددون على الجهات التنفيذية بالعاصمة حيث
كانت لهم أعمال وإجراءات تستلزم السفر إلى طرابلس أو سرت أو غيرها كيف
كانوا يشدون الرحال من مناطق الجبل الأخضر وهم يحملون معهم (العسل والأعشاب
الطبيه والنعناع الدرناوى وتفاح الشاهى ) لكى يقومون بتوزيعها على
المسؤلين بإدارات طرابلس التى يترددون عليها لكى ينهوا مهام اعمالهم بتوقيع
من مسؤول هناك يتعالى عليهم ويبتزهم من اجل توقيع ورقة .
هذه
ليست محاولة لإثارة المشاعر ولكن إسئلوا عن ذلك المقاولين والتجار وأصحاب
الأعمال الحرة وغيرها.... ولهذا اليس من حق المواطن فى المنطقة الشرقية أو
برقه وكذلك المنطقة الجنوبيه أن يجد من يخدمه فى منطقته بدلاً من تحميله
مشقة السفر والوقوف أمام مكاتب المسؤولين يستجديهم فى ذلة ومهانة .
أقول
... هذا التهديد والوعيد الذى سمعناه و قرأناه من خلال الصحف العالمية
يعطينا إنطباعاً بأننا لا زلنا نعيش فى جلباب الدكتاتورية الذى خرج من تحته
العديد من المسئولين الذين عاصروا ذلك الطاغية وعملوا معه ومع أبنائه
ويبدو انهم يسيرون على درب تلك الثقافة المبادة وللأسف يستخدمون أتباع
النظام الفاسد فزاعة وشماعة لتخويف المواطنيين ونسوا أنهم هم كذلك كانوا
ممن عملوا مع ذلك النظام القمعى على درجات وزارية ، نحن كشعب ليبى لا يمكن
أن نقبل أن يرفع أحد بعد تحرير ليبيا (إصبعه) مهدداً ومتوعداً بأنه يمكن أن
يعمل كذا و كذا لأنه يبدو ان ساستنا الجدد لم يأخذوا العبرة من تلك
الأصابع التى قطعت إلى غير رجعه عندما هددت الثوار والليبيين جميعاً ، وهو
ما جعل الثوار يتحينون الفرصة لمحو آثار تلك التهديدات المبتذلة والمرفوضة
التى إعتبروها إمتهاناً وإستخفافاً بالشعب الليبى .
أيها
الإخوة ... اقول أن الفيدراية ليست بُعبعاً أو فزاعة للساسة الجدد بل هو
حق مطروح للنقاش فى ظل الحرية والديمقراطية ولا يُقصد به حركة إنفصالية أو
تقسيم أو إنقلاب عسكرى ، فلماذا يحاول البعض إثارة الرأ ى العام بالداخل
والخارج ؟؟ !! ويحاولون وضع العالم فى إطار (المؤامرة) التى تحاك ضد ليبيا
وتُهدد مصير الشعب الليبى السياسى.
وهنا
أقول بصفتى أحد أعضاء جمعية عمر المختار ولدى الكثير من ملفاتها ووثائقها
وهى التى بدأت إنطلاقتها من مدينة بنغازى المناضلة فى أواخر الثلاثينات
كجمعية رياضية بالدرجة الأولى ثم شدت الرحال إلى درنه وإحتضنها شرفاؤها
كجمعية سياسية تدعو للوحدة الوطنيه وكان لها الدور الكبير فى المناداة
بتوحيد ليبيا ، ولو قرأنا جميعاً بيان تلك الجمعية فى سنة 1947م بمدينة
درنه وبحضور جميع قبائل الحرابى من طبرق ودرنه والقبه والبيضاء وشحات وكذلك
مشائخ مدينة درنه ومناضليها وأعضاء الجمعية كافة من حكماء وعواقل ووجهاء
المنطقة وسياسيين ومثقفين جمعهم لم ينادوا بالإنفصال أو التقسيم بل كانوا
ينادون بالوحدة والإنتماء الوطنى ... ولذلك الرجاء أن لا نظلم أحداً ولا
نتهم أحداً بأن موضوع طرح الفيدرالية ورائه مؤامرة خارجية وكأننا نتهم
البعض بالخيانة والعمالة .. فالحذر كل الحذر فى إنتقاء تصريحاتنا والكلمة
أحياناً تكون قاتلة أكثر من رصاصة البندقية التى ربما يكون ممتشقها مرتشعاً
فيصيب بها القريب والبعيد .
ربما
يقول أحد عنى بأننى من دعاة الفيدراليه التى يظن البعض أنها ربما تهدف
إلى تقسيم الوطن ... لا وألف لا فوحدة الوطن دونها الموت ولكن انا ضد
التهميش والإستخفاف وخفة القيمة والتعالى وطمس تاريخ الآباء والأجداد ، نحن
أيها السادة فى منطقة برقه أو كما يسميها البعض المنطقة الشرقيه لم نأخذ
حقنا المشروع فى أى شئ كان منذ أن إستولى الطاغية على الحكم فى ليبيا .
،
إننى أتذكر فى سنة 1977م وأنا أحد الخريجين من جامعة طرابلس بكلية الهندسة
وكنت من أوائل دفعتى وتقدمت بأوراقى إلى كلية الهندسة بطرابلس أولاً ...
وبعد فترة من التردد المتواصل رُفض طلبى بحجة إتهامى بالرجعية (وطلب منى
المقبور سعيد راشد خيشه عدم التواجد بالجامعة) ... والرجعية كانت تهمة
جاهزة لكل من يرفضونه والسبب كان بالدرجة الأولى (جهوى مطلق) وعدم الإنصياع
تحت منهجيتهم التى لا تخفى عن أحد .
وعندما
نقلت أوراقى إلى بنغازى بكلية الهندسة رفضت مرة أخرى بنفس السبب لأن
المنهجية التى أعتمدت من النظام الفاسد هى نفسها فى أى مكان فى ليبيا ،
وأنا لا أتكلم من فراغ فالمستندات موجودة وأذكر أن كان معى فى القائمة أحد
الساسة الجدد وهو من قبيلة طالما ساندت الطاغية وأتمرت بأمره ، وإننى اتذكر
يوم ان إستلمت ملفى من الكلية (مرفوضاً) قلت لعميد كلية الهندسة آن ذاك
كيف يحدث هذا ؟؟؟ فرد على بنبرة فيها حسرة وهو أحد أبناء جبل نفوسه على ما
أعتقد ، فى هذه البلد إما أن تكون ثورياً وتابعاً لهم أو (.............)
وذكر إسم قبيلة على نفس الوزن والنطق . ولم أكن وحدى الذى تعرضت لهذا الظلم
والإقصاء.
ولكن
ما أود التأكيد عليه من خلال ما أسردته أن هناك العديد من الذين تم
إيفادهم على حساب ليبيا بوساطة وجهوية أو تبعية أو قبلية مطلقة من أبناء
القبائل التى وقفت مع القذافى طيلة 42 سنة ووقفت كذلك ضد ثورة فبراير ومن
خارجهم من كانوا يرددون (الغاية تبرر الوسيله) ويرفعون شعار (وطى راسك يا
طويل)وصُرفت عليهم الأموال لكى يتحصلوا على درجات علمية يفاخرون بها اليوم
ونسوا الماضى ، ومنهم من قام بالتوقيع على تعهد (قولاً وعملاً المعروف
لدى الطلبة ) واليوم أشاهدهم فى الصفوف الأمامية فى كل ندوة ولقاء وحتى
أحزاباً (موضة هذه الأيام) ومنهم من كانت وساطته أعضاء اللجان الكفرية
واليوم منهم مسؤولين كبار فلا تستفزونا (الله يبارك فيكم وخلوا التبن
أمغطى شعيره).
ولكن
أعلموا أنه لن يضيع حق ورائه مطالب فما بالك بظلم يُغير مسار حياة
الإنسان، فلم يعد التهديد له قيمة ولا الوعيد من يكترث له فليبيا اليوم
حرة سيقودها ثوارها آجلاُ أم عاجلاً وسيكون هناك قضاءّ عادلاً لإسترداد
الحقوق المشروعة ، وسيرجع زعماء الصدفة ومسؤلو الغفلة إلى مواقعهم كما
كانوا ولا يُسجل التاريخ إلا من وقف من تلقاء نفسه مع الشعب الليبى ولم
تأتى به جهات من هنا أوهناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق