الشرق الأوسط فوق صفيح صيف ملتهب !؟؟
الشرق الأوسط فوق
صفيح صيف ملتهب !؟؟
الأستاذ/ عدلى البرقونى البرعصى
تكاثرت نقاط
الخلاف وبؤر التوتر والنزاعات في الأشهر الأخيرة لا سيما في منطقة الشرق
الأوسط حيث باتت المنطقة – بما لا يدع مجالا للشك– فوق صفيح صيف ساخن بل
ملتهب !؟
فالحرب البشعة
التي يشنها النظام السوري ضد أبناء شعبه والتي طالت كل المدن والمناطق
والقرى السورية منذ بداية أحداثها في درعا في أقصى جنوب سورية في منتصف
مارس 2011 – مع تواطؤ كل الدول الكبرى لخدمة إسرائيل – قد دخلت عامها
الثالث ،و تصاعدت أحداثها وما زالت مما أدى لاستشهاد أكثر من 69191 شهيدا (
موثقة أسماؤهم) حتى تاريخ 30-5-2013 منهم 6505 من الأطفال و 6646 من
النساء ، بينما بلغ عدد المشردين داخل وخارج سورية من اللاجئين أكثر من
مليوني شخص مع تحذيرات الأمم المتحدة بأن يصبح أكثر من 10 ملايين سوري
بحاجة لمعونات إنسانية مع نهاية العام ..
وكثرت التحليلات
مع زيادة تعقيدات الثورة السورية بين الجيش السوري وبين قوات الجيش الحر مع
دخول قوات ما يسمى ( حزب الله ) اللبناني على خطوط المواجهة الرئيسة داخل
سورية ، مما بات ينذر بتوسع رقعة الحرب لتشمل لبنان ودولا أخري مجاورة…
ومن بين تلك
التحليلات السياسية ربطا مع أحداث سورية وتداعياتها ما بدأ يتحدث عن
احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة لا تعرف مدى أبعادها ونتائجها وما ستحققه
من انتصارت للبعض وخسائر للبعض الآخر وتغيير لخارطة المنطقة السياسية، عدا
عن الدمار الهائل الذي يمكن أن يتخلف عنها في الأرواح والممتلكات …
أما في مصر ومنذ
وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم بعد نجاح ثورة 25 يناير 2011 والتي
اعتبرها البعض ثورة ضد الفقر والجوع غلاء الأسعار والفساد في إدارة الحكم
وبشكل عام بسبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومرورا
بكل الخلافات والنزاعات والأحداث التي تلت فوز الإخوان المسلمين في
الانتخابات وحتى إعلان أثيوبيا مؤخراً نيتها بناء( سد النهضة ) على النيل
الأزرق وعلى مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود الأثيوبية السودانية والذي
يتوقع أن يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية وتتجاز كلفته الأربع
مليارات دولار ..بدأت أجواء الشك والاتهام تحوم فوق المنطقة مما ينذر
بتصعيد عسكري في حالة فشل المباحثات ووساطات حل الخلاف بين الطرفين كما
صرحت بذلك مصادر مصرية…يضاف لذلك الوضع الأمني الداخلي الذي ما يزال تشوبه
أجواء عدم الاستقرار ، حتى بعد عملية الإفراج عن الجنود المصريين المختطفين
مؤخرا في سيناء والتي تمت من خلال التفاوض ، بينما كانت غالبية المجتمع
المصري تتمنى لو أن ذلك قد تم من خلال عملية عسكرية لإثبات هيبة الجيش
والدولة…
أضف لذلك استمرار
أجواء القتل والتفجيرات اليومية في العراق وأسلوب القبضة الحديدية الذي
يتبعه رئيس وزرائها الشيعي نوري المالكي ضد المناطق السنية وما ينتج عنه من
هجمات مضادة ضد مناطق تقطنها غالبية من الشيعة العراقيين ، ويقع اللوم على
المالكي حالياً حتى من قبل بعض الزعامات الشيعية المعروفة، فهو يميز بشكل
منهجي ضد السنة، ويقوم باعتقالهم وقتلهم بشكل جماعي. وأخيرا، هاجمت قواته
الأمنية مخيماً للمحتجين السنة في بلدة الحويجة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصاً
على الأقل وجرح الكثيرين، ومجازر غير مبررة باتت تنذر باندلاع حرب أهلية
تدمر البلاد وتهلك الحرث والنسل…
لكل ما سبق فإن
منطقة الشرق الأوسط باتت مقبلة على صيف ملتهب مرتبط بأي تطور غير محسوب في
أي أزمة من سلسلة بؤر النزاع والتوتر المذكورة آنفا ، نسأل الله العفو
والعافية ونقول اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين
غانمين ، أنت مولانا فانصرنا وثبت أقدامنا إنك أنت العزيز الحكيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق