الهلال النفطي الليبي: حفتر يقع على سيفه!
رأي القدس
Mar 10, 2017
شكّل استيلاء «سرايا الدفاع عن بنغازي» على مطار راس لانوف ومينائها
النفطي، وكذلك ميناء السدرة النفطي، وبلديتي بن جواد والنوفلية، مفاجأة
قلبت أوراق اللعب السياسية والعسكرية في ليبيا.
مع تلك النقلة اتجهت الرياح في الشهور الماضية في صالح سفينة الجنرال خليفة حفتر قائد ما يسمى «جيش ليبيا الوطني» الأمر الذي عزّز حظوظه في التفاوض على مصير بلاده ودفع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المعترف بهما دوليّاً لمحاولة التوصّل إلى تسوية للوضع الليبي تأخذ في اعتبارها نقاط قوّة الجنرال.
في الوقت نفسه، كانت زيارة فايز السرّاج في 14 شباط/فبراير الماضي، رئيس حكومة الوفاق، إلى مصر للقاء حفتر، محاولة لموازنة المعادلة، بين إنجازات حفتر العسكرية (وطموحات حلفائه الإقليميين في القاهرة وأبو ظبي) والشرعيّة السياسية التي حازتها حكومة الوفاق، عبر اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة، وكذلك الشرعية العسكرية التي انتزعتها بتضحيات هائلة للسيطرة على سرت والقضاء على تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية».
قابل حفتر مبادرة السرّاج المنفتحة على التفاوض وإمكانيات التسوية بغطرسة فظيعة بأن رفض مقابلته حتى، وهي خطوة كشفت أن مواهب الجنرال العسكرية لا تقابلها مواهب سياسية، وأنه ليس غير نسخة غير مكتملة عن غيره من طغاة العرب الذين دمّروا بلدانهم وقتّلوا وهجروا شعوبهم ولسان واحدهم يقول: أنا أو أخرب البلد!
هذه الخطوة غير الرشيدة أوقعت الجنرال في شرّ أفعاله فكشفت هزاله السياسي وغروره وأوقعته على السيف الذي نهض به بأن فضحت أيضاً أن قدراته العسكرية كانت بضاعة مستعارة من بعض الدول الغربية التي حاولت المراهنة عليه في صراعه مع «الجهاديين» فوظّفت خبراتها الجوّية والعسكرية لشدّ أزره، وكذلك مرتزقة من قبائل التبو التشادية وحركة «العدل والمساواة» السودانية، وبيّنت أن الموضوع الوحيد الذي كان حفتر معنيّاً به هو السيطرة على ليبيا وفرض نفسه دكتاتوراً عسكريّاً في بلد عانى من جنون «العقيد» معمر القذافي ومهازله الكثير.
«سرايا الدفاع عن بنغازي» أظهرت، على عكس الجنرال العتيد، مهارة سياسية ملحوظة وذلك بأن دعت حكومة «الوفاق» الليبية لتسلم المراكز النفطية التي استولت عليها، كما طالبت مصر، الحليف الرئيسي لحفتر «بلعب دور إيجابي»، و«الوقوف على مسافة واحدة من الجميع»، كما حيّا الدور الإيطالي، في الوقت الذي أظهرت السلطات المصرية انحيازها الواضح لحفتر باستخدام الادعاء التقليدي أن «سرايا الدفاع» تضم عناصر من تنظيم «القاعدة».
كما تصرّف مجلس نواب طبرق، كعادته، كما لو كان أحد الكتائب العسكرية التابعة للجنرال حفتر، فأعلن انسحابه من اتفاق الصخيرات وهو الذي كان يضع العراقيل دوما في وجه هذا الاتفاق والحكومة التي نشأت عنه، وبرّر ذلك أيضاً بالهجوم على المنشآت النفطية، وهو موقف غير مقنع لأن مجلس النواب المذكور ناهض المجلس الرئاسي وحكومة «الوفاق» قبل استيلاء حفتر على المنشآت، وبعد استيلاء «سرايا الدفاع» عليها.
ساهم موقف حفتر وداعميه الإقليميين والدوليين في التردي الشديد للوضع الأمني والسياسي في ليبيا مع فتح حفتر وحلفائه معركة كبرى مع كل التنظيمات العسكرية والسياسية الليبية بدعوى مكافحة «الإرهاب» وهو ما أدّى لفتح فجوة أمنية كبرى استغلّها تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استولى على مدينة سرت فيما كانت قوّات حفتر تحارب التنظيمات الثورية الأخرى التي ساهمت في إسقاط القذافي.
إن سيطرة حفتر على ليبيا واجتثاث كافة معارضيه أمر غير قابل للتحقيق ناهيك عن كونه منهجاً لتدمير البلد عن بكرة أبيه.
مع تلك النقلة اتجهت الرياح في الشهور الماضية في صالح سفينة الجنرال خليفة حفتر قائد ما يسمى «جيش ليبيا الوطني» الأمر الذي عزّز حظوظه في التفاوض على مصير بلاده ودفع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المعترف بهما دوليّاً لمحاولة التوصّل إلى تسوية للوضع الليبي تأخذ في اعتبارها نقاط قوّة الجنرال.
في الوقت نفسه، كانت زيارة فايز السرّاج في 14 شباط/فبراير الماضي، رئيس حكومة الوفاق، إلى مصر للقاء حفتر، محاولة لموازنة المعادلة، بين إنجازات حفتر العسكرية (وطموحات حلفائه الإقليميين في القاهرة وأبو ظبي) والشرعيّة السياسية التي حازتها حكومة الوفاق، عبر اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة، وكذلك الشرعية العسكرية التي انتزعتها بتضحيات هائلة للسيطرة على سرت والقضاء على تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية».
قابل حفتر مبادرة السرّاج المنفتحة على التفاوض وإمكانيات التسوية بغطرسة فظيعة بأن رفض مقابلته حتى، وهي خطوة كشفت أن مواهب الجنرال العسكرية لا تقابلها مواهب سياسية، وأنه ليس غير نسخة غير مكتملة عن غيره من طغاة العرب الذين دمّروا بلدانهم وقتّلوا وهجروا شعوبهم ولسان واحدهم يقول: أنا أو أخرب البلد!
هذه الخطوة غير الرشيدة أوقعت الجنرال في شرّ أفعاله فكشفت هزاله السياسي وغروره وأوقعته على السيف الذي نهض به بأن فضحت أيضاً أن قدراته العسكرية كانت بضاعة مستعارة من بعض الدول الغربية التي حاولت المراهنة عليه في صراعه مع «الجهاديين» فوظّفت خبراتها الجوّية والعسكرية لشدّ أزره، وكذلك مرتزقة من قبائل التبو التشادية وحركة «العدل والمساواة» السودانية، وبيّنت أن الموضوع الوحيد الذي كان حفتر معنيّاً به هو السيطرة على ليبيا وفرض نفسه دكتاتوراً عسكريّاً في بلد عانى من جنون «العقيد» معمر القذافي ومهازله الكثير.
«سرايا الدفاع عن بنغازي» أظهرت، على عكس الجنرال العتيد، مهارة سياسية ملحوظة وذلك بأن دعت حكومة «الوفاق» الليبية لتسلم المراكز النفطية التي استولت عليها، كما طالبت مصر، الحليف الرئيسي لحفتر «بلعب دور إيجابي»، و«الوقوف على مسافة واحدة من الجميع»، كما حيّا الدور الإيطالي، في الوقت الذي أظهرت السلطات المصرية انحيازها الواضح لحفتر باستخدام الادعاء التقليدي أن «سرايا الدفاع» تضم عناصر من تنظيم «القاعدة».
كما تصرّف مجلس نواب طبرق، كعادته، كما لو كان أحد الكتائب العسكرية التابعة للجنرال حفتر، فأعلن انسحابه من اتفاق الصخيرات وهو الذي كان يضع العراقيل دوما في وجه هذا الاتفاق والحكومة التي نشأت عنه، وبرّر ذلك أيضاً بالهجوم على المنشآت النفطية، وهو موقف غير مقنع لأن مجلس النواب المذكور ناهض المجلس الرئاسي وحكومة «الوفاق» قبل استيلاء حفتر على المنشآت، وبعد استيلاء «سرايا الدفاع» عليها.
ساهم موقف حفتر وداعميه الإقليميين والدوليين في التردي الشديد للوضع الأمني والسياسي في ليبيا مع فتح حفتر وحلفائه معركة كبرى مع كل التنظيمات العسكرية والسياسية الليبية بدعوى مكافحة «الإرهاب» وهو ما أدّى لفتح فجوة أمنية كبرى استغلّها تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استولى على مدينة سرت فيما كانت قوّات حفتر تحارب التنظيمات الثورية الأخرى التي ساهمت في إسقاط القذافي.
إن سيطرة حفتر على ليبيا واجتثاث كافة معارضيه أمر غير قابل للتحقيق ناهيك عن كونه منهجاً لتدمير البلد عن بكرة أبيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق