منقول من صفحة الشيخ الفاضل
أحمد سالم إكريم القطعانى
(موسوعة القطعانى)
أريدك أن تركز النظر على الصورة المرفقة جيدا
وبالتحديد إلى الكواش {الفران} نعم الكواش الذي في حفرة كوشة الحطب القديمة
ينضج الخبز .
ربما رآه ويراه البعض في هذه الصورة رجلا لا يستحق اهتمامهم وهذه مشكلة أهل الظاهر الذين لا يعيرون اللب التفاتا ويُقيّمون الناس حسب معايير الإكسسوارات والقشور الزائفة – وأعيذك أن تكون منهم - أما معايير رب العزة في المفاضلة بين عباده فهي لحسن الحظ ليست في يد الخلق ولسنا نحن من يقررها.
هذا الكواش فقير الحال ناحل العود هو رجل لا كالرجال وبكل بساطة إنه سيدي الشيخ سعد بوبا .
نعم هو كواش بسيط المظهر جدا يقضي يومه ونار الكوشة تلفح وجهه الأسمر خالي اليد من المال إن لم يكن معدوم المال بلفظ أصح يعمل طوال اليوم في كوشته في حي الصابري ببنغازي يأتيه الأطفال بالخبز تعده أمهاتهم فينضجه هو في كوشته حسب عادتنا وقتها، وأحيانا يصنع بعض الخبز بيده ويبيعه بقروش.
هذا الرجل كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولكنك لن تصدق أبدا مهما توسعت في الشرح لك مكانته وأهميته في طبقات رجال السماع الديني في ليبيا وكمية الأشعار والأناشيد والابتهالات الفصحى والعامية والموشحات ونوبات المالوف والمدايح النبوية التي يحفظها بالعشرات والعشرات لفظا ولحنا وطبوعا عن ظهر قلب لا يغير فيها أو يبدل حرفا واحد يرددها بمنتهى الأمانة كما أخذها عمن قبله من أساتذة السماع بالتمام والكمال يلقيها بصوته الجميل الرائع فيسوق الأفئدة إلى حظيرة الله سوقا ويسيل دموع السامعين ويحلق بهم في أجواء الحب الخالص الصادق لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولمشاعر دينهم الحنيف .
أخذ وتربى على يدي العارف بالله سيدي الشيخ محمد بالرزق المتوفى بالصابري ببنغازي سنة 1937م ، وأحب وأحبه كل من لقيه من صلحاء بنغازي كما حضر دروس علامة بنغازي سيدي الشيخ عبدالمجيد بالاعمى والعلامة الفقيه سيدي الشيخ عبدالهادي بواصبع في جامع كارابورني فضلا عن مشايخه في السماع ..
حضرت مجلسه وكنت أسمعه يلقي مدايحه وأناشيده وابتهالاته الرائعة لساعات وساعات وعلى كبر سنه وضعف جسده الظاهر ما كان صوته يخذله قط فيؤدي أصعب الأدوار والمقامات الصوتية وأدقها متنقلا بينها في قرار وجواب بحنكة ومقدرة تأخذ بالألباب لساعات طوال وأيام متتالية والدموع لا تنضب من عينيه الكليلتين.
كان رحمه الله رجلا صالحا هادئا مداوما على الطاعات وذكر الله في كل أوقاته عطوفا هينا لينا يفيض الأدب ودماثة الأخلاق على كل أعضاء بدنه الضعيف فتكسو محياه الطيب حبا ولطفا.
أما إذا ما سمعته ينشد أشعار الشوق الصادق الحار غير المُتكلف إلى زيارة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي الزيارة التي لم تتيسر له إلا في أخريات حياته فأنت لا تقف أمام إنسان بل أمام كتلة نور متوهجة من الحب العظيم العميم حلت محل من كان يُدعى يوما سيدي سعد بوبا.
وباستثناء سيدي الشيخ يوسف مرسي فكل من أدركتهم من أساتذة السماع وكبار المنشدين والمادحين في بنغازي بلا استثناء كانوا تلامذته ومنه حفظوا وعلى يديه مهروا ، منهم : سيدي الشيخ محمد بن محمد بالرزق ومؤسس المسرح في بنغازي سيدي الشيخ رجب البكوش وسيدي الشيخ محمد اغنيوه العبار وسيدي الشيخ الشاعري وغيرهم رحمهم الله جميعا .
ربما رآه ويراه البعض في هذه الصورة رجلا لا يستحق اهتمامهم وهذه مشكلة أهل الظاهر الذين لا يعيرون اللب التفاتا ويُقيّمون الناس حسب معايير الإكسسوارات والقشور الزائفة – وأعيذك أن تكون منهم - أما معايير رب العزة في المفاضلة بين عباده فهي لحسن الحظ ليست في يد الخلق ولسنا نحن من يقررها.
هذا الكواش فقير الحال ناحل العود هو رجل لا كالرجال وبكل بساطة إنه سيدي الشيخ سعد بوبا .
نعم هو كواش بسيط المظهر جدا يقضي يومه ونار الكوشة تلفح وجهه الأسمر خالي اليد من المال إن لم يكن معدوم المال بلفظ أصح يعمل طوال اليوم في كوشته في حي الصابري ببنغازي يأتيه الأطفال بالخبز تعده أمهاتهم فينضجه هو في كوشته حسب عادتنا وقتها، وأحيانا يصنع بعض الخبز بيده ويبيعه بقروش.
هذا الرجل كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولكنك لن تصدق أبدا مهما توسعت في الشرح لك مكانته وأهميته في طبقات رجال السماع الديني في ليبيا وكمية الأشعار والأناشيد والابتهالات الفصحى والعامية والموشحات ونوبات المالوف والمدايح النبوية التي يحفظها بالعشرات والعشرات لفظا ولحنا وطبوعا عن ظهر قلب لا يغير فيها أو يبدل حرفا واحد يرددها بمنتهى الأمانة كما أخذها عمن قبله من أساتذة السماع بالتمام والكمال يلقيها بصوته الجميل الرائع فيسوق الأفئدة إلى حظيرة الله سوقا ويسيل دموع السامعين ويحلق بهم في أجواء الحب الخالص الصادق لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولمشاعر دينهم الحنيف .
أخذ وتربى على يدي العارف بالله سيدي الشيخ محمد بالرزق المتوفى بالصابري ببنغازي سنة 1937م ، وأحب وأحبه كل من لقيه من صلحاء بنغازي كما حضر دروس علامة بنغازي سيدي الشيخ عبدالمجيد بالاعمى والعلامة الفقيه سيدي الشيخ عبدالهادي بواصبع في جامع كارابورني فضلا عن مشايخه في السماع ..
حضرت مجلسه وكنت أسمعه يلقي مدايحه وأناشيده وابتهالاته الرائعة لساعات وساعات وعلى كبر سنه وضعف جسده الظاهر ما كان صوته يخذله قط فيؤدي أصعب الأدوار والمقامات الصوتية وأدقها متنقلا بينها في قرار وجواب بحنكة ومقدرة تأخذ بالألباب لساعات طوال وأيام متتالية والدموع لا تنضب من عينيه الكليلتين.
كان رحمه الله رجلا صالحا هادئا مداوما على الطاعات وذكر الله في كل أوقاته عطوفا هينا لينا يفيض الأدب ودماثة الأخلاق على كل أعضاء بدنه الضعيف فتكسو محياه الطيب حبا ولطفا.
أما إذا ما سمعته ينشد أشعار الشوق الصادق الحار غير المُتكلف إلى زيارة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي الزيارة التي لم تتيسر له إلا في أخريات حياته فأنت لا تقف أمام إنسان بل أمام كتلة نور متوهجة من الحب العظيم العميم حلت محل من كان يُدعى يوما سيدي سعد بوبا.
وباستثناء سيدي الشيخ يوسف مرسي فكل من أدركتهم من أساتذة السماع وكبار المنشدين والمادحين في بنغازي بلا استثناء كانوا تلامذته ومنه حفظوا وعلى يديه مهروا ، منهم : سيدي الشيخ محمد بن محمد بالرزق ومؤسس المسرح في بنغازي سيدي الشيخ رجب البكوش وسيدي الشيخ محمد اغنيوه العبار وسيدي الشيخ الشاعري وغيرهم رحمهم الله جميعا .
بقلم / د. أحمد القطعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق