ليبيا في صبيحة ذكرى التحرير الثالثة:
حظر تجوال وجثث مجهولة الهوية وصراخ
نساء محاصرات وانتشار حالة
السخرية والإحباط
ليبيا ـ «القدس العربي»:
صادف أمس الخميس الذكرى الثالثة لسقوط نظام العقيد معمر القذافي بمساعدة
قوات التحالف الدولي في أجواء يخيم عليها الشعور باليأس و الإحباط نتيجة
الصراعات المسلحة التي تكاد تعم معظم المدن الليبية وتحصد عشرات الأرواح
يوميا ، دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول ناجعة تنهي القتال الضاري بين
رفاق الأمس في الجبهات الذين باتوا يتقاتلون اليوم في الطرقات و يتبادلون
الاغتيالات والتفجيرات.
أمس الخميس الذكرى الثالثة لإعلان التحرير بعد مقتل العقيد القذافي في ظروف غامضة والذي أعلن عنه من مدينة بنغازي وسط حشود هائلة من الرجال والنساء ، رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل الذي ألقى خطاباً وصف في حينه بأنه مخيب للآمال ومؤشر محبط على مستقبل ليبيا بما تضمن من إشارات رآها البعض غير موفقة لا في زمانها ولا في مكانها ولا ترقى إلى مستوى الحدث ، خاصةً دعوته للرجال كي يتسابقوا للزواج بأربع تماشياً مع الشريعة الإسلامية.
صباح أمس الثالث والعشرين من شهر تشرين الاول / أكتوبراستيقظت بنغازي -إن كانت نامت أساسا -على إعلان لحظر التجوال من قبل القوات التابعة للواء خليفة حفتر والعثور على جثث مجهولة الهوية وصلت إلى المستشفى المركزي 1200 و أصوات تفجيرات هائلة لم تمنع وصول صراخ النساء المحاصرات في الحي الذي يشهد حتى كتابة هذا التقرير تبادل عنيف للقصف بين عناصر مسلحة «يرجح انتماؤها للتيار الإسلامي المتشدد «تتمترس بإحدى العمارات في الحي السكني « أرض زواوة» أحد أحياء بنغازي المكتظة بالسكان والمحال التجارية من جانب و مسلحين ينتمون لما يعرف «بأولياء الدم « الذين يعتقدون أن من هؤلاء المسلحين من هم ضمن من قاموا باغتيال أبنائهم .
أما صفحات التواصل الاجتماعي فتعكس حالة الإحباط واليأس التي تعامل معها الليبيون مع هذه المناسبة في ذكراها الثالثة والتي شهدت في ذكراها الأولى احتفالات هائلة عمت معظم المدن الليبية ولم يشبها سوى الخطاب الهزيل لرئيس المجلس الإنتقالي مصطفى عبد الجليل ظهيرة ذلك اليوم.
الذكرى الثالثة لم يستطع أحد انتظارها أو الإحتفاء بها . فكثير من الليبيين مهجرون و كثير منهم نازحون و كثير منهم مكلوم و مجروح .
تمر الذكرى الثالثة للتحرير دون أن يشعر بها غالب سكان البلاد لانشغالهم بتأمين حياتهم و أعراضهم و أرزاقهم و ممتلكاتهم .أو دفن موتاهم الذين اغتيلوا أو قتلوا في المعارك أو السهر على جرحاهم و مبتوريهم .
تمر الذكرى الثالثة على شوارع خاوية لم يرتفع فيها علم واحد و لم تتزين بزينة واحدة فهي خاوية إلا من الدم والدمار. مدينة بنغازي التي ضجت قبل أربعة أعوام بسيول بشرية لم يسبق لها مثيل وهي تحتفي بإعلان التحرير هاهي اليوم مدينة أشباح شبه منكوبة ميناؤها مغلق ، مطارها مغلق ، جامعاتها مغلقة ، مدارسها مغلقة .و كثير من أحيائها مهجورة .
تسللت الفتنة برأسها إلى البيوت فتخاصم الزوج و زوجه ، وتصارع الشقيق وشقيقه ، و تخاصمت الصديقة وصديقتها . بين مؤيد لأنصار الشريعة والدروع و مناصر لقوات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر لا وقت للمدينة للفرح أو الإبتهاج وهي تعيش تحت القصف والنيران و يطاردها الموت العشوائي في كل آن.
وقد عكست صفحات التواصل الاجتماعي كثيرا من الأوضاع التي تتقاذف المدن الليبية في الذكرى الثالثة للتحرير او لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.
ـ المفتش التربوي علي مخلوف متسائلا :
إعلان تحرير ليبيا هل هو تحرير باعتبار بما كان أو باعتبار بما ســيكون .؟
ـ الصحافي فتحي بن عيسى ساخرا :
من الخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل في يوم إعلان التحرير : الذكری الثالثة لتحرير الذكور من قيد العدل بين الزيجات .. فنساء الدنيا مكافأة الانتصار المزعوم ونساء الآخرة في انتظار شهداء النصر الموهوم.
ـ أشرف بالنور متهكما «بالعامية « :
المواطن قاللهم اجوزوا أربعة اجوزوا اربعطاش ونص.
ـ الأستاذة الجامعية لمياء شرف الدين محبطةً:
كل ما ورد في إعلان التحرير حبر على ورق
ـ الناشط سليمان بدر متحسرا : .
2014/10/23 … إنه تاريخ عظيم إنه تاريخ تحرير ليبيا من كابوس جثم على قلوبنا لأكثر من 40 عاما خلت.
2014/10/23 … إنه تاريخ عظيم إنه تاريخ تحرير ليبيا من كابوس جثم على قلوبنا لأكثر من 40 عاما خلت.
ولا توجد في ليبيا من مظاهر الفرحة بهذا اليوم سوى أنه ( عطلة)
ـ د.مختار الجدال عضو المجلس الإنتقالي السابق منتقدا :
أختلف مع الكثيرين في موضوع استقبال ذكرى التحرير .. فأنا أره يوما كان المجلس الإنتقالي بحاجة إليه لتحديد زمن لنهاية مرحلته وإلا استمرت حالة الثورة إلى وقت طويل ، فالتحرير في ذلك اليوم بعد أن تخلصنا من الطاغية .. حدد موعد نهاية مرحلة الثورة وتم تحديد موعد الإنتخابات وموعد التسليم للمؤتمر الوطني .. وهذا مغتفل عنه الآن .. فهم ينظرون فقط إلى سقطة مصطفى عبدالجليل بخصوص الزواج بأربع …
ـ مهندس إبراهيم السحاتي نادماً:
في ذكرى»تبليطة «ليبيا و خياب شعبها و ضياع فلوسها و تدمير ما تبقى من بلادهم و تقتيل أبناء ليبيا لبعضهم ،في ذكرى ضياع هيبة الليبيين و عارهم وشنارهم برا و جوا. في ذكرى تغول الميليشيات و السلاح و التطرف و العنصرية .
ما زلت أتذكر بحسرة ذلك اليوم «إعلان التحرير « و عضو المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة يهتف وأنا شخصيا كنت هناك أردد :ارفع رأسك فوق أنت ليبي حر .!
ولما مصطفى عبد الجليل قال» الجوهرة زواج الأربعة «لا يوجد عانس إلا وزغردت من أعماقها . أنا عن نفسي وشباب كثيرون مثلي في رأيهم ليبيا لم تتحرر بالمرة .و إذا وجدت سكنا وعشت أصلا سأتزوج واحدة وليس ثلاثة .يا ليته مات قبل أن يتفوه بهكذا هراء .
نور سلطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق