بحريني يتوجه
للاستثمار في ليبيا فيسجن سنة
من قبل ميليشيات
2/7/2014
عاد ليجد ابنته القاصر مغتصبة
وتم تبرئة المتهم بطرق احتيالية
جريدة الأيام:
لم يكن يتخيل مواطن بحريني أن يجد نفسه
معتقلا في السجون الليبية بدون ذنب ولمدة سنة دون اتصال مع أهله، سوى أنه
عمل مع رجل أعمال ليبي، وعاد إلى البحرين بعد عذاب وأهوال لا تخطر على بال
أي إنسان ليجد ابنته ذات الرابعة عشرة قد تعرضت لعملية اغتصاب، وحكم على
مغتصبها بالبراءة باستخدام أساليب احتيالية استغل فيها محاميه غياب الأب
وانعدام الاتصالات بينه وبين الأسرة، وطالب المواطن بفتح قضية ابنته من
جديد لاسترجاع حقها.
الواقعة كما يحكيها «أ س» والذي قال: التحقت بالسلك
العسكري في يناير 1988، حتى خرجت للتقاعد بعد عشرين عاما، وأسست شركة
لاستيراد وتصدير اللؤلؤ والمجوهرات والذهب، وبدأت التنقل بين دول إفريقيا
مثل غانا وتوغو وبنين لشراء الذهب، وكونت خلالها علاقات جيدة مع رجال
الأعمال ومن بينهم رجل أعمال ليبي والذي يعمل في البحرين وأسس شركة قابضة
برأسمال ربع مليون دينار بحريني وعندما بدأت الثورة الليبية قرر العودة
لبلده وأوكلني بإدارة هذه الشركة في البحرين وخارجها.
وبعد فترة اتصل رجل
الأعمال الليبي وطلب مني الحضور إلى مصر لكي يسافرا معاً لحضور مؤتمر إعادة
إعمار ليبيا، وهناك قمت باستخراج تأشيرة دخول إلى ليبيا ووصلت إلى طرابلس،
حيث مكثت في أحد الفنادق والتقيت مع رجال أعمال آخرين برفقة الليبي
لمناقشة كيفية إعادة إعمار ليبيا والمناطق المقترح بدء العمل فيها، وقد وقع
اختيار صديقي على مدينة سرت مسقط رأسه، وتوجهنا إليها من طرابس بعد أن
اشترى سيارة بقيمة 34 ألف دولار، واجتمعنا هناك مع الأهالي والذين اقترحوا
بناء مبانٍ جاهزة لأنها أسرع طريقة بعد أن دمرت بيوتهم، فتوجهنا إلى بنغازي
للاتفاق مع شركة لنقل المباني الجاهزة.
اختطفت وسجنت في «غوانتانامو» وزارة الإعلام.
لكن وعند عودتنا من بنغازي أوقفتنا مجموعة مسلحة وقاموا باختطافنا
ووضعنا في سجن يطلقون عليه اسم «غوانتانامو» بينما مكتوب على لافتة خارجه
«وزارة الإعلام» وذلك لمدة 45 يوما حيث كان يتم استجوابنا كل مساء ونحن
معصوبو العينين بغية الاعتراف بأننا من أنصار القذافي، وبقينا تلك الفترة
كل واحد في غرفة ليس فيها أي شيء سوى بطانية قديمة وزجاجة مياه وصحن لقضاء
الحاجة، حيث كان ممنوعا دخول الحمام إلا مرتين في اليوم، وكما نسمع في
المساء أصوات تعذيب المسجونين في الغرف المجاورة وصوت الماس الكهربائي
لأجسادهم.
ويقول «أ س»: كانوا يحضرون لنا الطعام من أسفل باب السجن دون أي
حديث، لكن لخبرتي في العمل العسكري كنت أعلم أن هذا الطعام به مواد مسهلة
للمعدة فقررت الاكتفاء بأكل الخبز والماء، وقد حدث ما توقعته لبقية
المسجونين والذين كانوا يستغيثون بالليل مطالبين السجانين بالسماح لهم
بدخول الحمام، لكن دون أي استجابة مما يضطر المسجون أن يتبرز في ملابسه وهي
طريقة تستخدم لإذلال المعتقل وتدمير نفسيته وإهانة كرامته، هذا بالإضافة
إلى أن السجانين كانوا يقتلون أشخاصا أمام أعين المعتقلين ثم يهددونهم
بالتصفية كما حدث مع من شاهدوهم ويقولون لهم ان الدور سيأتي عليكم لاحقا،
وكانوا يتقصدون ترك دماء المقتولين على أرضية السجون إمعانا في الرعب مما
يجعل الكثيرين يعترفون بأشياء لم يرتكبوها خوفا من القتل والتعذيب.
وبعد
مرور 45 يوما تم ترحيلي إلى سجن آخر يسمى «أبو هديمة» وهناك وجدت فيه معظم
الوزراء والضباط ورجال الدولة الذين كانوا يعملون في حكومة القذافي وكنا
نشاهدهم يظهرون على شاشات التلفاز قبل الثورة، لكن هذا السجن لم يكن به
عمليات تعذيب حيث يقومون بتصنيف المعتقلين، وقد مكثت فيه لمدة 8 أشهر، ثم
خرجت إلى سجن آخر وتعرضت لمساومات أنا وشريكي الليبي لكي ندفع مليون دولار
حتى يخرجونا، لكننا لم نكن نملك هذا المبلغ، فقرروا الاستيلاء على السيارة
وطلبوا منا التوقيع على عقد بيع السيارة لهم بحضور محام ثم أفرجوا عني،
وتمكنت من العودة إلى البحرين عن طريق مصر وبمعاونة السفارة البحرينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق