المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الشهير " باوي "فارس معتقل عين الغزالة .
بقلم عمر فرج بوشويشينه
عاش المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الشهير " باوي " بين افراد قبيلته
الفواخر بمنطقة البطنان ، وقد عُرف عن هذا المجاهد الكبير مطالبته بالحرية
ودحر الاستعمار الايطالي والإصرار علي طرده عن تراب الوطن وإلي الأبد .
ويعتبر المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري من المجاهدين الذين يُفتخر بموافقهم الجهادية والوطنية المشرفة في ميادين البطولة والجهاد والسياسة ، حيث التحم برفاقه المجاهدين تحت قيادة القائد البطل عمر المختار .
ينْتسب هذا المجاهد الكبير إلي قبيلة الفواخر العربية الشريفة بيت أم شيبة نسبة لجدهم فاخر بن يعقوب السخان وهو من الفواتير أولاد سليمان السبعة الذي يعود أصلهم الي ال البيت ( 1 ) .
اُعتقل مع عائلته وافراد قبيلته كسائر فبائل البطنان وذلك بمعتقل "عين الغزالة " * بيد أنه لم يرض بالذل والهوان وهو الفارس الذي عاش حياته كصقر يعانق السماء ، عفيفاً شريفا ، ضارباً بأطراف الأرض التي عشقها ولاهم له الا حرية الوطن وكرامة الانسان، ولم يركع أو يخاف الا من الله ، وهو الذي تشبث بالأرض التي عاش عليها هو واجداده ، واحب ابناء شعبه وله مواقف خالدة سيذكرها التاريخ ومن هذه المواقف ما قام به المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري في معتقل "عين الغزالة" عندما علم بأن المستعمرين الإيطاليين قد وضعوا خطة لترحيل المعتقلين الي معسكرات البريقة و العقيلة وتم الاتفاق علي أن يتم نقلهم اليها عبر الصحراء القاحلة في رحلة من رحلات العذاب التي سجلها التاريخ المعاصر وقد نجح المستعمرون في تنفيذ هذا الحكم الجائر علي شعب فقير واعزل من كل شيء الا من كرامته التي تحققت بالجهاد المتواصل ضد المستعمرين وتُوج هذا الجهاد بالاستقلال المجيد .
لم يستكن المجاهد المغوار عبدالنبي خطاب الفاخري إلي هذا الظلم أو يرضي بإهانة شعبه ، فقد تحرك في داخلة بركان الغضب وعقد العزم علي وضع خطة لإنقاذ اخوانه من هذا المصير الجلل ، وذلك باقتحام معتقل "عين الغزالة" المشين للإنسان وكرامته، وتخليص المعتقلين خاصة أؤلئك الذين سيبادرون بمناصرة المجاهدين ، بحيث يتم القضاء على مجموعة الحراسة والمكونة من ثلاثين جندياً مُدججين بأحدث الاسلحة بالإضافة الى مدفع رشاش واحد. إتصل المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري بشيخ المجاهدين عمر المختار و رفاقه ، وعرض عليهم الامر، وتم الاتفاق علي الخطة ، وحتى يكتمل نجاح الخطة البطولية المقدسة . فقد رجع المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الي شيوخ القبائل بالمعتقل واوضح لهم بنود الخطة وطريقة تنفيذها ، بيد أن العملاء وخوف البعض من بطش وغضب الإيطاليين ، حيث إستطاع الخونة نقل معلومات هذه الخطة إلي مسئولي المعتقل . ونظراً لما يتمتع به الفارس عبدالنبي خطاب الفاخري من فطنه وحدس، ومعرفته بمن حولة من الرجال، فقد استدرك هذا الامر، وعلم بتسرب المعلومات السرية الي العدو فهو من وضع الخطة وقد درسها من كل الجوانب ، وعرف أن الأمر قد وصل إلي الايطاليين ، وأن خطر اعتقاله قد اصبح قاب قوسين أو أدني، لذا دبر عمليه هروبه اثناء الليل رفقة اسرته الى مصر، بعد أن أوهم الايطاليين بوجوده في المعتقل بترك مصباح خيمته موقداً طوال الليل، والجدير بالذكر أن من عادة الايطاليين مراقبة خيام المشايخ مراقبة مستمرة خاصة بعد حادثة الشيخ "الطيف بومصوره". و في الصباح جاء الايطاليون للقبض على الشيخ عبدالنبي خطاب الفاخري، وإذ بهم يجدون الخيمة خالية من سكانها .
هاجر الشيخ عبدالنبي خطاب الفاخري الي مصر مُتخفياً ، وهناك عمل في مهنة التجارة ولم يمنعه تلقي العلم بالأزهر الشريف ، وقد حقق مكانة طيبة اشاد بها علماء الازهر ومشايخه، فقد كان طالباً مجتهداً خلوقاً محباً للعلم والمعرفة كغير من المجاهدين المهاجرين إلي مصر .
عندما ضيقت السفارة الإيطالية بمصر الخناق علي المهاجرين الأمر الذي دفع المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري بالهجرة الي السودان ، ثم عاد الي مصر مرة اخري . واستقر بها الي أن هزمت ايطاليا في الحرب العالمية الثانية ، وعندها سقط عنه حكم الاعدام الصادر في حقه غيابياً من قبل المحكمة الايطالية الطائرة التي أقيمت بمعتقل "عين الغزالة" إبان الحكم الايطالي .
عاد المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري الي ارض الوطن شامخاً عزيزاً ليشارك وبكل جد واخلاص في إعادة بناء ليبيا الجديدة ، حيث عين نائبا بالبرلمان البرقاوي 1950 م بمرسوم أميري صدر عن أمير برقة آنذاك السيد محمد ادريس السنوسي تكريماً وعرفاناً بدوره البطولي والوطني ابان مرحلة الجهاد المريرة ، وقد إنخرط المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري في العمل السياسي بعد الاستقلال 1951 م ودخل الانتخابات وفاز بأغلبية ساحقة ، وله من المواقف الوطنية التي يصعب حصرها ومنها وقفته القوية والصامدة من مطالبته بإلغاء النظام الاتحادي والدعوة إلي الوحدة الكاملة للتراب الليبي وهو ما تحقق عام 1963م .
وقد شارك المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري في زخم الحياة الاجتماعية وذلك بفض المنازعات التي تنشب بين بعض القبائل ونظراً لما يتمتع به من حكمة وسدد رأي ، فقد نجح في حل الكثير من المشكلات التي كانت تحدث .
عاش المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري ، شريفاً عفيفاً مغواراً ومجاهداً صادقاً ، وعاشقاً لتراب الوطن . فقد دافع بكل ما يملك من قوة وحنكة وايمان عن وطنه الغالي ، وعمل علي توحيد ليبيا الواحدة التي لا تتجزأ ، لا يخاف في الله لومة لائم إعلاء لكلمة الحق والوحدة والوئام .
انتقل الشيخ المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الي الرفيق الأعلى في 13 أكتوبر 1966 م ، ودفن بمقبرة سيدي عبيد بمدينة بنغازي وقد نعاه الملك محمد ادريس السنوسي في راديو ليبيا، بأجمل واصدق ما يكون النعي .
رحم الله المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري وأدخله فسيح جناته – والمجد والخلود للأبطال المجاهدين الذين سطروا ملاحم الجهاد المشرف ، وحرصوا علي ان تبقى ليبيا لليبيين يرثونها جيلاً بعد جيل .
ويعتبر المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري من المجاهدين الذين يُفتخر بموافقهم الجهادية والوطنية المشرفة في ميادين البطولة والجهاد والسياسة ، حيث التحم برفاقه المجاهدين تحت قيادة القائد البطل عمر المختار .
ينْتسب هذا المجاهد الكبير إلي قبيلة الفواخر العربية الشريفة بيت أم شيبة نسبة لجدهم فاخر بن يعقوب السخان وهو من الفواتير أولاد سليمان السبعة الذي يعود أصلهم الي ال البيت ( 1 ) .
اُعتقل مع عائلته وافراد قبيلته كسائر فبائل البطنان وذلك بمعتقل "عين الغزالة " * بيد أنه لم يرض بالذل والهوان وهو الفارس الذي عاش حياته كصقر يعانق السماء ، عفيفاً شريفا ، ضارباً بأطراف الأرض التي عشقها ولاهم له الا حرية الوطن وكرامة الانسان، ولم يركع أو يخاف الا من الله ، وهو الذي تشبث بالأرض التي عاش عليها هو واجداده ، واحب ابناء شعبه وله مواقف خالدة سيذكرها التاريخ ومن هذه المواقف ما قام به المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري في معتقل "عين الغزالة" عندما علم بأن المستعمرين الإيطاليين قد وضعوا خطة لترحيل المعتقلين الي معسكرات البريقة و العقيلة وتم الاتفاق علي أن يتم نقلهم اليها عبر الصحراء القاحلة في رحلة من رحلات العذاب التي سجلها التاريخ المعاصر وقد نجح المستعمرون في تنفيذ هذا الحكم الجائر علي شعب فقير واعزل من كل شيء الا من كرامته التي تحققت بالجهاد المتواصل ضد المستعمرين وتُوج هذا الجهاد بالاستقلال المجيد .
لم يستكن المجاهد المغوار عبدالنبي خطاب الفاخري إلي هذا الظلم أو يرضي بإهانة شعبه ، فقد تحرك في داخلة بركان الغضب وعقد العزم علي وضع خطة لإنقاذ اخوانه من هذا المصير الجلل ، وذلك باقتحام معتقل "عين الغزالة" المشين للإنسان وكرامته، وتخليص المعتقلين خاصة أؤلئك الذين سيبادرون بمناصرة المجاهدين ، بحيث يتم القضاء على مجموعة الحراسة والمكونة من ثلاثين جندياً مُدججين بأحدث الاسلحة بالإضافة الى مدفع رشاش واحد. إتصل المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري بشيخ المجاهدين عمر المختار و رفاقه ، وعرض عليهم الامر، وتم الاتفاق علي الخطة ، وحتى يكتمل نجاح الخطة البطولية المقدسة . فقد رجع المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الي شيوخ القبائل بالمعتقل واوضح لهم بنود الخطة وطريقة تنفيذها ، بيد أن العملاء وخوف البعض من بطش وغضب الإيطاليين ، حيث إستطاع الخونة نقل معلومات هذه الخطة إلي مسئولي المعتقل . ونظراً لما يتمتع به الفارس عبدالنبي خطاب الفاخري من فطنه وحدس، ومعرفته بمن حولة من الرجال، فقد استدرك هذا الامر، وعلم بتسرب المعلومات السرية الي العدو فهو من وضع الخطة وقد درسها من كل الجوانب ، وعرف أن الأمر قد وصل إلي الايطاليين ، وأن خطر اعتقاله قد اصبح قاب قوسين أو أدني، لذا دبر عمليه هروبه اثناء الليل رفقة اسرته الى مصر، بعد أن أوهم الايطاليين بوجوده في المعتقل بترك مصباح خيمته موقداً طوال الليل، والجدير بالذكر أن من عادة الايطاليين مراقبة خيام المشايخ مراقبة مستمرة خاصة بعد حادثة الشيخ "الطيف بومصوره". و في الصباح جاء الايطاليون للقبض على الشيخ عبدالنبي خطاب الفاخري، وإذ بهم يجدون الخيمة خالية من سكانها .
هاجر الشيخ عبدالنبي خطاب الفاخري الي مصر مُتخفياً ، وهناك عمل في مهنة التجارة ولم يمنعه تلقي العلم بالأزهر الشريف ، وقد حقق مكانة طيبة اشاد بها علماء الازهر ومشايخه، فقد كان طالباً مجتهداً خلوقاً محباً للعلم والمعرفة كغير من المجاهدين المهاجرين إلي مصر .
عندما ضيقت السفارة الإيطالية بمصر الخناق علي المهاجرين الأمر الذي دفع المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري بالهجرة الي السودان ، ثم عاد الي مصر مرة اخري . واستقر بها الي أن هزمت ايطاليا في الحرب العالمية الثانية ، وعندها سقط عنه حكم الاعدام الصادر في حقه غيابياً من قبل المحكمة الايطالية الطائرة التي أقيمت بمعتقل "عين الغزالة" إبان الحكم الايطالي .
عاد المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري الي ارض الوطن شامخاً عزيزاً ليشارك وبكل جد واخلاص في إعادة بناء ليبيا الجديدة ، حيث عين نائبا بالبرلمان البرقاوي 1950 م بمرسوم أميري صدر عن أمير برقة آنذاك السيد محمد ادريس السنوسي تكريماً وعرفاناً بدوره البطولي والوطني ابان مرحلة الجهاد المريرة ، وقد إنخرط المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري في العمل السياسي بعد الاستقلال 1951 م ودخل الانتخابات وفاز بأغلبية ساحقة ، وله من المواقف الوطنية التي يصعب حصرها ومنها وقفته القوية والصامدة من مطالبته بإلغاء النظام الاتحادي والدعوة إلي الوحدة الكاملة للتراب الليبي وهو ما تحقق عام 1963م .
وقد شارك المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري في زخم الحياة الاجتماعية وذلك بفض المنازعات التي تنشب بين بعض القبائل ونظراً لما يتمتع به من حكمة وسدد رأي ، فقد نجح في حل الكثير من المشكلات التي كانت تحدث .
عاش المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري ، شريفاً عفيفاً مغواراً ومجاهداً صادقاً ، وعاشقاً لتراب الوطن . فقد دافع بكل ما يملك من قوة وحنكة وايمان عن وطنه الغالي ، وعمل علي توحيد ليبيا الواحدة التي لا تتجزأ ، لا يخاف في الله لومة لائم إعلاء لكلمة الحق والوحدة والوئام .
انتقل الشيخ المجاهد عبدالنبي خطاب الفاخري الي الرفيق الأعلى في 13 أكتوبر 1966 م ، ودفن بمقبرة سيدي عبيد بمدينة بنغازي وقد نعاه الملك محمد ادريس السنوسي في راديو ليبيا، بأجمل واصدق ما يكون النعي .
رحم الله المجاهد البطل عبدالنبي خطاب الفاخري وأدخله فسيح جناته – والمجد والخلود للأبطال المجاهدين الذين سطروا ملاحم الجهاد المشرف ، وحرصوا علي ان تبقى ليبيا لليبيين يرثونها جيلاً بعد جيل .
بقلم / عمر فرج بوشويشينه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) محمد عبدالرازق مناع ، الانساب العربية في ليبيا ،مكتبة التمور بنغازي ، طبعة 2007 م ، ص34 .
* معتقل عين الغزالة إلى الغرب من مدينة طبرق بحوالي (60 كم ) يقع ضمن حدود استراتيجية تضمن عدم فعالية هجمات المجاهدين اذ يحيط بها البحر من ثلاث جهات كما تحيط سلسة هضبات البطنان كحائل طبيعي من الجنوب والجنوب الغربي وطبرق التي تمركزت بها الحاميات الايطالية من الجنوب الشرقي أختاره الايطاليون ليكون معتقل لقبائل البطنان ودفنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق