تاريخنا هو مرجعيتنا
فهو غنى بالمواقف المشرفة .
يوم رجع أهلنا وأحبابنا وجيراننا والخوال والبنيخى من معتقلات الإبادة
الجماعية (العقيله ) تحديداً وهو أبشع معتقل عرفه التاريخ ناهيك عن البريقه
وسلوق وبنينه ودريانه وغيرها ، كانوا فى أشد الألم من الظلم الذى وقع
عليهم وخصوصاً من أبناء العمومة داخل المعتقلات الذين تعاملوا مع الأهل
بقسوة لم يعاملوا بها من المستعمر من التجويع والضرب حتى النساء لم تسلم من
إيذائهم ... الخواطر كانت مكسورة والرغبة فى الإنتقام كانت واضحة ، ولكن
العقلاء والحكماء دائماً لهم تواجد بيننا
فكان إجتماع درنه بمنزل المرحوم الشيخ (محمد جبريل) بحى المغار بدرنه
وبحضور بعض المشائخ منهم الشيخ منصور محمد سرقيوه وهما من مشائخ وعقلاء
المغار الذين تدخلوا بالكلمة الطيبة من أجل الخوال والبنيخى والعلاقات
الإنسانية والرفقة ...يومها قال الشيخ السنوسى بوالمعز المنصورى وهو من
كبار مشائخ العبيدات موجهاً كلامه للشيخ محمد جبريل (يا بوبناخى نحن رحنا
مال وأرقبه) والمرحوم بوالمعز هو عم المرحوم صالح الضبع الذى كان لم يتجاوز
عمره (12) سنة ،، ويقصد ضاع أبناؤنا وأرزاقنا فى تلك المعتقلات التى
تجرّدت من الإنسانية وكان الرد حاضراً من المرحوم الشيخ محمد جبريل (يا
بوخال الوطن مبارك وكل شئ إتعوّض) حتحات علىّ ما فات ... وللأسف هذه
العبارة الشهيرة ينسبها البعض للمرحوم الملك إدريس رحمة الله عليه بعد أن
قيلت فى ذلك الإجتماع وبعد ما يقرب من (20) سنة ، رحمة الله على كل من فقد
حياته ظلماً وعدواناً فى تلك المغتقلات وبارك الله فى أبناء وأحفاد أولئك
الشهداء ونسأل الله أن يرحمهم رحمة واسعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق