حكم الاحتفال بفبراير
محمد علي المبروك
14/2/2016
الذي يحتفل بفبراير هو يرقص على الدم المسفوح. ويبتسم على الأسى
الذي يلوح. وهو كالظلال المتراقصة المنعكسة من موقد نار تميدها الريح فتعكس
ظلالا على الجدران فتوهم الناظرين انها اشباح او ارواح وماهى الا ظلال
رقصت للوهم، الذي يحتفل بفبراير هو يطبل على صدور الليبيين التى فاضت حمما
ملتهبة، تكاد تخرج من حلوقهم وهو يزمر لاسماع مسدودة بالصراخ والنواح وهو
يهتف لحدث فبراير على صرخات اطفال وفتيات ونساء وشباب ورجال وشيوخ
يستغيثون يستنجدون احاطوهم في محيط من التعاسة ولا احد يبالي بهم، هو
احتفال بحدث كان بعده احداث واحداث من المعاناة والبؤس والتعاسة عاشها
تفصيلا الشعب الليبي في خبزه الذي لايستطيع تحصيله وفي جيبه الفارغ وفي
اضاءة بيته التى تنقطع وفي علبة الدواء المحروم منها وفي كسوته المرقعة وفي
طفله المعرض للخطف وفي بيته الذي قد يهجر منه في اي لحظة وغير ذلك من
تفصيل. طويل طويل.. هذا من يحتفل بفبراير، ليقلها صراحة من اراد الاحتفال
بفبراير انني احتفل لانتصار جماعتي على شعب مهزوم بالأحزان والبلايا واذا
حسب ان حدث فبراير ثورة شعب كما ادعى المدعون وكما أفك الأفاكون فهاهو
الشعب الليبي، ارضه بالعقائد المنحرفة تحتل. ومعيشته تختل. وخدوده بالدموع
تبتل. فكيف الاحتفال وشعبا هذا حاله. ومن سييء الى أسوأ مآله. ومن بعد سرقة
ونهب ماله. أتوا على خطف اطفاله.. اي احتفال. واي خبال. هذا، هل يوجد رجل
وطني يحتفل ووطنه يتبخر وشعبه يتضاءل، الذي يحتفل ويضحك في جمع اهله يبكون
ويقيمون المآتم وجلساتهم جلسات الاحزان ووطنهم أسيرا للجريمة ولكل ذميمة
هو يحتفل ويضحك على نفسه ويضحك العالم عليه وهو بليد متبلد و من الأعراض
الاساسية للمرض العقلي المنتشر عالميا المعروف بانفصام الشخصية
(الشيزوفرينيا) هو الضحك والسرور في المواقف المحزنة، الا يلمح عارض
الاحتفال بفبراير لهذا المرض، اترك الحكم لكم.
ليحتفل المؤتمر الوطني.. ليحتفل مجلس النواب.. لتحتفل حكومات
فبراير المتعاقبة ليحتفل رؤساء العصابات المسلحة.. لتحتفل عائلات هؤلاء..
وليحتفل من سرق اموال واحوال هذا الشعب لأنهم اشبعوا رغباتهم بحدث فبراير
ولنفكر نحن ابناء الشعب الليبي كيف نخرج من هذا الوضع الذي جوع رغباتنا.
وأحبط غاياتنا. واهلك حياتنا. لم يجلب حدث فبراير للشعب الليبي الا المضرة.
فليحتفل به من جلب له المسرة. وماجلب المسرة الا لحكام لِئام وللصوص
ونصابين ومحتالين سرقوا شعبا ووطنا ونصبوا على شعبا ووطنا واحتالوا على
شعبا ووطنا، وسيأتي يوما.. سيأتي ونحتفل فيه نحن على معاناة هؤلاء الذين
يريدون الاحتفال على معاناتنا.
محمد علي المبروك خلف الله
Maak7000@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق