فشل أميركي في كسب دعم جزائري للتدخل في ليبيا
24/2/2016
غادر وزير الدولة المساعد المكلف بالشؤون السياسية في والخارجية الأميركية
توماس شانون، الجزائر نحو بوركينا فاسو، في إطار جولة أفريقية، ودون أن
يتسرب ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، إلا ما جاء في تصريحات مقتضبة
لوسائل الإعلام، ذهبت التلميحات إلى توافق على ضرب داعش واختلاف على
تداعيات التدخل.
العرب اللندنية: تمسكت الدبلوماسية الجزائرية في لقاءاتها
مع كاتب الدولة الأميركي المساعد توماس شانون، بتحفظها على المخطط الغربي
للتدخل العسكري في ليبيا، وأعرب رأسا الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة
وعبدالقادر مساهل، عن ترجيح بلديهما لخيار الحل السياسي للأزمة الليبية.
وإن لم تمانع الجزائر أي تدخل عسكري في ليبيا لضرب تنظيم داعش، إلا أنها
تتحفظ على تفاصيل العملية، المتعلقة بالتداعيات المنتظرة على دول الجوار،
والمتاعب الإنسانية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة نتيجة أي تدخل
عسكري، فالمناطق الحدودية ستشهد نزوحا بشريا وصعوبات أمنية مع إمكانية
تسلسل عناصر أو خلايا في صفوف النازحين، إلى جانب مخاطر تفكيك القطر
الليبي، وحتى إمكانية تحول المواجهة إلى حرب عصابات وشوارع ستطيل عمر
الأزمة وتسقط بليبيا في مستنقع حرب أهلية.
ورغم محاولة المبعوث الأميركي تغليف زيارته للجزائر بالمصالح
الاقتصادية والسياسية والتحضير لجولة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، إلا
أن الملف الليبي تصدر المباحثات على مدار يومين، ونقل المبعوث المقاربة
الغربية لتنفيذ تدخل عسكري للقضاء على تنظيم داعش، وضرورة مساهمة دول
المنطقة في العملية. ومع تزايد احتمال التدخل في ليبيا، قال مصدر أمني
جزائري، الثلاثاء، إن "قيادة الجيش، بدأت في تحصين أكثر من 3 آلاف كم من
الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد، مع ليبيا، ومالي، والنيجر، تحسبا لهجمات
إرهابية تنشط في هذه الدول".
وأكد المصدر، أن "الفروع الهندسية في القوات المسلحة الجزائرية،
تعمل منذ نوفمبر 2015، على حراسة المواقع المتقدمة للجيش، على امتداد 1376
كم من الحدود مع دولة مالي، و 956 كم من الحدود مع النيجر، و 382 كم من
الحدود مع ليبيا". ويعيب المحلل السياسي في جامعة جنيف حسني عبيدي، على
الدبلوماسية الجزائرية "عدم تسويق رجاحة موقفها في الأزمة الليبية، بسبب
تأخرها في أداء دورها اللازم مع كافة الأطراف الليبية، والوقوف على مسافة
واحدة بين الجميع، لا يعني ترك الفراغ الذي استغلته أطراف دولية وإقليمية
لفائدة مصالحها، وهو ما قلص حظوظ الحل السياسي في الأزمة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق