التدخل العسكري.. مصير ليبيا يتحدد في ميونيخ
يقول المحللون إن المصير العسكري لليبيا يتسارع
الآن في جنوب ألمانيا، في ميونيخ. فإذا كان الملف السوري قد احتكر
المناقشات، فإن الوضع الليبي سرعان ما فرض نفسه في قاعات الاجتماعات. ففي
خلال المؤتمر الثاني للأمن الذي يُعِدّ قائمة المخاطر الأكثر إلحاحا، حضر
عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، ورئيس وزراء الحكومة فايز سراج. وقد حضر
المؤتمر نحو 20 وزير خارجية، وكذلك بعض من نظرائهم في الدفاع. وقالت صحيفة
لوبوان الفرنسية في تقرير لها أن الصحف الجزائرية لم تُخْفِ غضبها الشديد
حول موضوع "المسؤولية الليبية".
فقد قالت هذه الصحف أن هذه المرة ستكون الفرصة الأخيرة للبرلمان
لدعم فايز سراج. ومن هنا كان وجود هؤلاء الناس في ميونيخ. فبعد دقائق قليلة
قبل منتصف ليلة الأحد، كانت حكومة الوحدة الوطنية قد أصبحت رسمية. وكان
جزء من المجتمع الدولي قد وضع منتصف ليلة الأحد كأخر ساعة لإنهاء الموضوع.
ويرى مارتن كوبلر، وهو مسؤول كبير في الأمم المتحدة في ليبيا، أن الأمر
يتعلق بـ"الفرصة الوحيدة للسلام" التي يجب على البرلمان أن يصادق عليها.
الأمر الذي سيعمل على تثبيت حكومة وحدة وطنية. وأكد كوبلر "فإذا تحوّل
المستنقع السوري إلى فوضى جيوسياسية (تركيا، روسيا، المملكة العربية
السعودية والولايات المتحدة وفرنسا …) فإن "الوحل" الليبي ما يزال يقلق
العديد من البلدان، الأوروبية والإفريقية والعربية".
جنوب ليبيا.. سوق للأسلحة
في أوائل فبراير، تحدث محمدو بوهاري، الرئيس النيجيري أمام
البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. فلم يُخْفِ مخاوفه: "عليّ أن أعبّر عن
انشغالاتنا الشديدة إزاء الوضع المقلق في جنوب ليبيا، التي أصبحت قنبلة
استراتيجية موقوتة لأفريقيا وأوروبا". فأمام الملحمة الدموية لبوكو حرام
(أكثر من 16 ألف قتيل مننذ عام 2013) حدد العسكري الخبير بوهاري بوضوح أصل
الفوضى: "إن جنوب ليبيا الذي لا يخضع إلى أي سلطة، أصبح سوقا للأسلحة التي
تهدد أمن منطقة الساحل وشمال أفريقيا وأبعد من هذه الحدود". ويرى الخبراء
أن بوهاري يخشى التحالف بين بوكو حرام وجماعة الدولة الإسلامية، وهو ما
سيضرب الأمن في وسط أفريقيا. وقال الدبلوماسي جون كيري في ميونيخ "هناك
أجندة ليبية كبيرة”، وهو ما يعني في نظر الدبلوماسيين أن هناك حاجة ملحة
لعدم الانتظار.
تونس ضد اللتدخل
يقول المحللون إن تونس الرافضة للتدخل العسكري، مثل الجزائر،
اتخذت عددا من القرارات للتعامل مع تدفق اللاجئين، والمصابين. لقد كانت
تونس دوما مستشفى ليبيا. فالقادة والمواطنون يأتون للعلاج في بيئة مجهزة
بالجراحين والمرافق الطبية، وهو ما ليس متوافرا في ليبيا. لقد أجريت عدة
"عمليات جراحية بيضاء" في الجنوب (مدنين، تطاوين) لتنسيق عمل الطاقم الطبي.
وتفيد التقارير أن المنظمات غير الحكومية بدأت تُعِدّ قوائم المتطوعين
المحتملين في حال تدهور الوضع. وسوف يؤمن حلف شمال الأطلسي، منذ أن منحت
الولايات المتحدة لتونس في يوليو 2015، وضع "الحليف الرئيسي غير العضو"
الأمنَ للبلاد إذا لزم الأمر، في حال هجوم بعض الميليشيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق